فن القصة القصيرة

القصة هي سرد واقعي أو خيالي لأفعال يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء. ويقول روبرت لويس ستيفنسون- وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.

مهمة القصة القصيرة عسيرة، فهي تتطلب الاقتضاب والتركيز، وهذا التركيز هو الذي يجعل منها فن المستقبل. ذلك لأن ادب المستقبل لن يحتمل الاسهاب، وقارئ اليوم وغدا تكفيه اللمحة الخاطفة لادراك الصورة الكاملة، وتكاد تغنيه الاشارة عن الاطناب في العبارة، في عصر سريع الحركة.

وتكمن أهمية القصة القصيرة في أنها شكل أدبي فني قادر على طرح أعقد الرؤى وأخصب القضايا ‏والقراءات ذاتية وغيرية ونفسية واجتماعية، وبصورة دقيقة واعية من خلال علاقة الحدث بالواقع وما ‏ينجم عنه من صراع وما تمتاز به من تركيز وتكثيف في استخدام الدلالات اللغوية المناسبة لطبيعة الحدث ‏وأحوال الشخصية وخصائص القص وحركية الحوار والسرد ومظاهر الخيال والحقيقة وغير ذلك من ‏القضايا التي تتوغل هذا الفن الأدبي المتميز .. و قد كان من أبرز المبدعين لهذا الفن “موباسان” الذي كان يرى الحياة ما هي الا لحظات ‏عابرة، قد تبدو في نظر الرجل العادي لا قيمة لها، و لكنها تحمل من المعاني قدراً كبيراً، و كان كل هم ‏”موباسان” أن يصور هذه اللحظات و أن يستشف ما تعنيه، و كان يعتقد أن هذه اللحظات القصيرة لا يمكن التعبير ‏عنها إلا بالقصة القصيرة . ‏

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s