غدا وقت شروق الشمس
لم تستطع الفتاة أن تنام. رقدت وظلت شاخصة ببصرها الى السماء . تفكر فيما سيحدث بعد قليل . لا ، انها لا تريد أن تنام ، انها تريد أن تظل متيقظة هذه الليلة .كانت ترقد على بعض الأغصان والقش الذى جمعته، وكانت تسمع من حولها صوت المرضى وهم يئنون و يتململون، وصليل الجرس المعلق في رقبة احد المرضى بالبرص لا ينقطع (1)، كان الابرص ينهض أحيانا ويمشى جيئة وذهابا من جراء الألم الذى يعانيه.
وكانت الرائحة الكريهة المنبعثة من كومات النفايات الضخمة تملأ الوادى كله وتجعل التنفس أمرا صعبا ، لكنها اعتادتها لدرجة أنها لم تعد تحس بها. لم يعد أحد هنا يحس بها . غدا وقت شروق الشمس … غدا وقت شروق الشمس …
يا له من خاطر غريب : سرعان ما يشفى كل المرضى ويشبع كل الجائعين !انه شئ لا يكاد يصدق. كيف سيحدث هذا؟ بيد أن السماء سرعان ما ستنفتح وتهبط الملائكه ويطعمونهم جميعا – يطعمون الفقراء بأقل تقدير. لا شك أن الأغنياء سيظلون يتناولون طعامهم فى بيوتهم ، غير أن الملائكة سيطعمون الفقراء ، كل من يحسون بالجوع حقا ، وهنا – عند بوابة دنج – سيتم فرش قماش على الأرض ، قماش من الكتان الأبيض ، وستوضع عليه جميع أنواع الأطعمة ، وسيجلس الجميع ويأكلون . الواقع أنه ليس من الصعب جدا تصور هذا ، يكفى أن يدرك المرء ان كل شئ سيختلف كل الاختلاف عما هو عليه الآن ! كل شئ سيختلف عما رآه المرء من قبل أو مر به. ربما اكتست هى أيضا بملابس جديدة ، من يدرى ؟ ربما كانت الملابس بيضاء. أو أنها ستلبس جونلة زرقاء ؟ كل شىء سيبدو جد مختلف لأنه سيبعث حيا ويشرق فجر عهد جديد .
بار لاجركفست
(1) كان المريض بالبرص يعلق جرسا في رقبته ويسكن خارج اسوار مدينة اورشليم لانه نجس بحسب شريعة اليهود. ومرض البرص يسمى ايضا بمرض الجذام
===