يحكي ان احد الملوك طلب من الحائك الملكي ان يخيط له ثوبا لم يلبسه من قبل ملك من الملوك والا قطع عنقه. خاف الحائك المسكين وهداه تفكيره الي حيله جهنمية. طلب من الملك مهلة، وأحضر صبيانه وطلب منهم ان يشيعوا في المدينة أنهم يعملون ليلا نهارا في حياكة ثوب الملك. وبعد شهور طلب الحائك من الملك أن يحضر ليقيس الثوب الملكي، و كان الحائك قد أجتمع بالوزراء من قبل وأفهمهم أن ثوب الملك شفاف ولا يراه الا من له بصيره نافذة. وطلب من صبيانه أن يطيعوه طاعة عمياء أثناء قياس الملك للثوب ولا ينطقون الا بمثل كلامه، فأن قال رائع! يقولون تحفة!.. ماهذا الجمال؟! ..الخ.
وبالفعل حضر الملك ليقيس الثوب الذي لم يلبسه من قبل ملك قبله. طلب الحائك من الملك أن يخلع كل ثيابه ليلبس الثوب الجديد وبالفعل خلع الملك ثيابه. أمسك الحائك طرف الهواء وطلب من صبيه ان يمسك طرف الهواء المقابل وكأنها اطراف الثوب. نفذ الصبي كلام معلمه الحائك وهو مندهش، وظل الحائك يمسك الهواء كأنه اطراف ثوب ويمثل انه يلبسه للملك وهو يقول لصبيانه: “هل رأيتم أنعم من هذا القماش؟!” والصبيان يردون “انه مذهل!”، “أنه انعم من الهواء وارق من النسيم!” .. الخ. ثم قال الحائك للملك العاري: “الان وقد لبست ثوبك المذهل، تستطيع أن تخرج علي وزرائك”.
خرج الملك مسرورا واذا بالوزراء يرون الملك يخرج عليهم عاريا ولكن رئيس الوزراء تذكر قول الحاائك “أنه لن يري الثوب الا من عنده نفاذ بصيرة” فصرخ قائلا: “ما اجمل هذا الثوب! ما اروعه!”. وبالطبع توالت صرخات الاعجاب من الوزراء وراءه. سار الملك العاري ووراءه الوزراء يتبارون في مدح الثوب ورأي عامه الشعب الملك العاري ولكنهم عندما سمعوا حديث الوزراء عن الثوب الرائع قالوا “وهل نحن نفهم أو نري أكثر من الوزراء ؟” وبالتالي بدأوا هم أيضا يمدحون في ثوب الملك العاري الي أن مر موكب الملك امام طفل فصرخ قائلا: “انظروا! ان الملك يسير عاريا!”.