اختفى في عتمة الليل .. لكأنما حمله الروح.. وتسابق الجميع وراءه..! كانت هيبة المشهد قد امسكت بتلابيبهم جميعا، فاجهدتهم، ولم تنفك عنهم حتى رأوا النبي يتحرك مبتعدا بسرعة! لقد ذهب صموئيل الى الرامة. وعندما افاق الجميع من وقع المفاجأة عادوا يتطلعون الى داود لاهثين، فلم يجدوه ايضا! لقد ذهب مسرعا، عندما “حل عليه روح الرب”، كانت روحه ترقص متهللة بمشاعر الحب الالهي العجيب الذي شمل كل ذرة في كيانه، اخذا قيثارته الروحية ومضى الى الشكيناه (خيمة الاجتماع) بيت الملائكة، ليسجد للرب شاكرا..مضى الليل بطوله وعندما انبلج نور الفجر اختتم داود صلاته، واسرع الى الحظائر يستدعي غنيماته، مرسلا لها ما يناسب من اسماء وانغام.. يقودها الى المرعى .. وهو يعزف على قيثارته مرددا:
“انا الصغير في اخوتي والحدث في بيت ابي.. كنت راعيا غنم ابي. يداي صنعت الارغن واصابعي الفت المزمار.. الليلويا.
ثم استطرد مغنيا وروحه ترفرف عاليا :
“من هو الذي يخبر سيدي؟ هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون اليه. هو ارسل ملاكه وحملني من غنم ابي ومسحنى بدهن مسحته. الليلويا