لوط: يا عم ابراهيم! الى اين انت ذاهب؟ هل انت متيقن ان الله كلمك؟ الناس يقولون ان الله لا يتكلم شخصيا مع البشر، ولا يحدث بن ادم مباشرة، وانت لست اعظم من النبي نوح!
ابراهيم : لا داعي للقلق يا لوط يا ولدي، فان الله لم يخيب امل احد وضع ثقته فيه ! ولو واجهنا المتاعب فسينقذنا الله منها كلها، لان عيني الرب تجولان في كل الارض ليتشدد مع الذين قلوبهم نحوه.
الراوي: بعد اسابيع من السفر دخل ابراهيم كنعان. وذات مساء وهم معسكرون عند شكيم.
ماذا جرى يا عم؟ لماذا لا تنام؟
ابراهيم : لا شئ يا لوط ! فقط احب ان اتمشى ، واتحدث مع الله بع الوقت.
الراوي: وفيما هو يتمشى سمع صوتا رقيقا كالنسيم.
ملاك: ابراهيم، لقد جئت لك برسالة. سمع الله لك، وقد منحك بركته لانك وضعت ثقتك فيه. سأعطي نسلك كل هذه الارض. ولكني احذرك لانته ملعون كل من يتكل على البشر. ضع كل الثقة في الرب فيحقق وعوده لك. بالاتكال على الرب لن تخيب.
(ابراهيم يسجد على الارض ثم ينهض ويرفع بصره)
ابراهيم : لقد جاءتني الليلة رسالة من الله. انا عجوز ، ولا اولاد لي ، ولكن الله وعدني ان يبارك نسلي اني اثق بك يا رب.
الراوي: وفي اليوم التالي جمع ابراهيم كل رجال قبيلته وبنى مذبحا عند شكيم للرب الذي كلمه.
ابراهيم : لقد كلمت عبدك يا رب . سأطيع ما امرتني به.
الراوي: وسافر ابراهيم وكل عائلته ومعه رجاله متجها الى الجنوب، وقصد جبلا غرب بيت ايل شرق مدينة “عاي” وبنى هناك مذبحا، وبدأ يدعو باسم الرب، فقد كان ابراهيم يحب الله من كل قلبه. وجهز الله اخختبارا يمتحن به ايمان ابراهيم، هل حقا يقدر الله ان يعتني به؟ هاجمت المجاعة ارض كنعان فذوى العشب، ومات الكثير من قطعان ابراهيم بسبب الجفاف.
ابراهيم : أ… اعتقد انه من الافضل ان نسافر الى مصر ونبيع قطعاننا هناك.
راع: سيدي ابراهيم ، ماذا تفعل؟ كلما طال بنا المقال هنا زاد الجفاف وماتت القطعان!
الراوي: واتجهوا الى مصر. وبدأ القلق يتسرب الى نفس ابراهيم ، بالرغم من وعود الله له.
ابراهيم : علىّ ان التزم الحذر في مصر، فهناك رجال اقوياء يأخذون من غيرهم ما يحلو لهم ماذا لو قتلني احد ليأخذ زوجتي المحبوبة؟ هذه امور ولكنها تحدث .
سارة: لماذا انت مضطرب يا ابراهيم ؟
ابراهيم : كنت افكر يا سارة في جمالك وما قد يجلبه علينا من مصائب هنا في مصر. قد يقتلوني ليأخذونك.
سارة: يقتلونك؟ يا للكارثة؟ وما العمل؟
ابراهيم: اذن ارجوك – ان سألوك من انت – ان تقولي انك اختي . لقد وعدنا الله بنسل، وهذا يعني اننا يجب ان نعيش. وربما ساعدت هذه الكذبة الصغيرة على تحقيق وعد الله.
الراوي: وهكذا وضع ابراهيم ثقته في كذبته اكثر مما في تدبير الله! ظن ان المشكلة كبيرة على الله!
رجل مصري 1: هذه اجمل امرأة رأيتها في حياتي!
رجل مصري 2: يجبا ان نقدمها لفرعون. انه سيكون مسرورا بها، ومؤكد سيكافئنا.
الراوي: سر فرعون كثيرا بجمال سارة. وعندما عرف انها من القبيلة التي جاءت من كنعان استدعى زعيم القبيلة ابراهيم.
فرعون: يا رئيس ابراهيم، لقد راعني جمال هذه السيدة من قبيلت. ما قرابتها لك؟
سارة: لولا محبتي العظيمة لك يا ابراهيم ما وافقتك على هذه الكذبة.
ابراهيم: لقد امتدح جمالها الان – فلو قلت له – اني زوجها – لقتلني سرا ليأخذها . لكني لو قلت له اني اخوها فلربما نسى الموضوع وتركها! لابد ان الله سيعفو عن هذه الخطية الصغيرة.. ماذا كان يمكنني ان افعل؟.. (بعد صمت وتفكر) انها اختي ايها الفرعون العظيم.
فرعون: اختك؟ عظيكم ! لقد قررت ان اتزوجها، وسأدفع لها مهرا كبيرا. هدايا من الذهب والفضة – اغناما ومواش وجمالا، خدما من الرجال والنساء .. كل هذا لابراهيم. الا ترى يا ريس ابراهيم ان الهدايا اكثر من كافية ؟ يبدو انك غير سعيد!
ابراهيم: لا، لا يا سيدي فرعون. انها كافية جدا.
الراوي: ويخرج ابراهيم من حضرة الفرعون غنيا وحزينا ويسأله لوط سؤالا اليما:
لوط: يا عم ابراهيم لقد قلت مرة ان الله لا يخيب امل من يضع ثقته فيه: لماذا خيب املك الان؟.. انا اعلم انك تريد مساعدة الرب، لكن الا يقدر الرب ان يساعدك؟ هل الاله القادر على كل شئ يطلب مساعدتنا او طاعتنا؟
الراوي: عندما وصل ابراهيم الى معسكره دخل خيمته في خجل . ضاع منه الفرح الروحي.. سيطر عليه بؤس الخطية لقد حذرني الله وقال ملعون من يتكل على ذراع بشر! لقد اتكلت على ذكائي والان ضاع مني كل شئ: زوجتي ومواعيد الله لي، وكل شئ، وتمضي ايام دون ان يخرج ابراهيم من خيمته
راع: يا لوط ماذا اصاب عمك؟ لا اكل ولا نام منذ 3 ايام.. ذهبت سارة. ما كان قد كان. انه لا يقدر ان يغير ما كان.
لوط: لا اعرف! لم اراه من قبل في مثل هذه الحالة. اعتقد ان عدم ثقته في الله قد فصله عن الله. كل واحد يكذب، كل واحد يرتشي، ما الخطأ في هذا؟
راع: لقد قال لي سيدي ابراهيم ان وسائل العالم ليس بالضرورة وسائل الله. وما يراه الناس عاديا يراه الله خاطئا. كل ما نفعله بغير اعتماد على الله خطية. هل هذا صحيح؟
الراوي: وفي خيمته يصرخ ابراهيم نبي الله مستجير برحمة الله.
ابراهيم (يركع مصليا): يا ربي ، لقد اخطأت ! لم اتكل عليك، واعتمدت على ذكائي. ظننت في جهلي اني اعرف الموقف جيدا وانت لست في حاجة الى عملي. انت تطلب طاعتي. اغفر لي الان. اذكر مواعيدك انك سوف تباركني. اعلم ان عينيك تفتشان على اصحاب القلوب الكاملة من نحوك. اطلب رضاك علي. انقذ زوجتي من يد فرعون. ومهما طلبت مني يا رب فسأفعله.
(يخرج ابراهيم من خيمته بابتسامة تملأ وجهه)
ابراهيم: لا تخف يا لوط الله سيغير الحال. انني القي همي على الله وهو يعتني بي.
لوط: كيف يعتني بك؟ ينقذ الخالة سارة من بيت فرعون؟ الامر يحتاج جيش لينقذها من فرعون.
الراوي: وبعد 900 سنة قال داود في مزامير “الرب عزي وترسي. عليه اتكل قلبي فانتصرت”. واتكل ابراهيم تماما على قوة الله وعمل الله بقوة فاوقع النكبات ببيت فرعون . لماذا هذا المرض الذي اصابني واصاب اهلي؟ لقد حلت النكبات بقصري.
مصري 1: سيدي فرعون، لقد حلت بنا النكبات منذ جاءت هذه المرأة الى القصر. لقد عرفت انها زوجة الرئيس ابراهيم وانها ليست اخته.
فرعون: زوجته؟ لهذا السبب ضربني الله. احضر ابراهيم هنا فورا.
(يسرع ابراهيم الى القصر الملكي)
فرعون (بغضب): ابراهيم. ما هذا الذي فعلته بي؟ لماذا لم تقل لي انها زوجتك. خذ زوجتك، واحتفظ بعطاياي واخرج من مصر.
ابراهيم : اغفر لي يا سيدي لقد خفت منك اكثر من مخافتي لله.
الراوي: وخرج ابراهيم وعائلته من مصر فرحين بالنجاة، فقد اجرى الله المعجزات، لأن ابراهيم وثق في الله.
لوط: يا عم ابراهيم، ان كان الله قد ر ان يعامل فرعون القوي هكذا فهل يصعب عليه شئ.
ابراهيم : سارة، لقد تعلمت ان الخوف من الله يدمر حياة الانسان. لكن، كل من يتكل على الرب يرتفع شأنه لان الله لا يترك اتقياءه.
سارة: صدقت يا ابراهيم، فعندما اعتمدنا على الله حالفنا النجاح.