-1-
مارين المخادع
خرج رئيس الدير على صوت بعض الزائرين الذين جاءوا يطلبون مقابلته..
استقبل الرئيس زائريه ، واذا بهم ثائرين جدا على جميع الرهبان.
حاول ان يستوضح امرهم، فصرخ احدهم قائلا: “نريد ان نرى مارين.. اين هو؟”
حاول الرئيس ان يهدئ من روعهم، لكن بغير جدوى، اذ ان ثورتهم كانت شديدة وانفسهم كانت مرة..
قال احدهم: “اريد ان ارى مارين .. ذلك المجرم الزاني، الذي جاء ليبيت منذ شهور في فندقي، فانتهك حرمتي وافسد عفة ابنتي”.
واردف وهو يلوح يصفق بكفيه: “يبيت عندي ليصنع الشر؟ هل هذا جزاء قبولي الرهبان في فندقي؟
هل هذه تعاليم المسيح واداب الرهبنة؟
تأثر الرئيس بهذا الكلام ، اذ صعق عند سماعه هذا الخبر.. صار في حيرة ولم يدر ماذا يفعل.
انه لم يصدق قط ان مارين الراهب الوديع الهادئ، رجل الصوم والنسك، الخادم للجميع، الذي يشهد الكل بقداسته رغم صغر سنه ان يصدر منه هذا الفعل..
لكن في هدوء خارجي، يخفي وراءه ثورة عنيفة وحيرة شديدة قال متسائلا:
“ماذا تقول يا اخي؟
مارين ينتهك حرمتك، ويفسد عفة ابنتك؟
هل انت متأكد مما تقول؟..
ثار الرجل جدا وقال ووجهه قد تخضب بحمرة الثورة: “اتكذبني؟ هذا شاهد عما اقول.. ان ابنتي حامل وقد اعترفت بكل ما حدث. انه ذئب يرتدي ثوب حمل. انه مخادع! لكني ساعرف كيف انزع عنه ثوب ريائه، واكشف حقيقته، سـأفضحه وانتقم لشرف ابنتي.
سأريه ما دمتم لا تعرفون كيف تؤدبون رهبانكم”
شعر الرئيس بضيقة نفس الرجل، خاصة وان مارين فعلا كان قد نزل مع ثلاثة من الرهبان منذ عدة اشهر في فندق الرجل لقضاء بعض حاجات الدير..
هدأ الرئيس الرجل قائلا: “لا تخف يا اخي.. فاننا لن نترك بيننا انسان يصنع هذا الفعل!
سنعرفه كيف يحفظ نفسه ويحترم الاخري.
سترى بعينيك.. اننا سنطرده حتى يتوب عما ارتكب”
وبعد مناقشات كثيرة.. هدأ الرجل قليلا ثم عاد يقول..”ان كان الامر هكذا فاننا نترك له ثمرة عمله. سنحضر له المولود.. هو مسئول عن تربيته واعالته.
-2-
طرد مارين:
ضرب الناقوس، واجتمع الرهبان حيث وجدوا الرئيس وعلامات الضيق على وجهه، بينما يقف مارين في بكاء شديد..
لم يستطع احد ان يسأل عن الامر..
واذ اكتمل مجئ الرهبان، بدأ الرئيس حديثه قائلا: “ابائي واخوتي المحبوبون،
انني لست اعلم باذا اكلمكم اليوم، لاننا في عار عظيم!
راهب.. راهب كمت اظنه بارا عفيفا.. مارين الذي كنا نثق فيه فارسلناه لقضاء حاجة الدير منذ عدة اشهر … ويا للاسف يرتكب هذه الخطية الشنعاء، ويسقط هذا السقوط العظيم.
لقد شوه سمعة الاباء الرهبان ودنس ثياب رهبنته. لقد افسد عفة ابنة صاحب الفندق الذي نزل عنده وها هو اليوم اتى ليعترف بجريمته.
لهذا عليه ان يحصد ثمر ما زرع..
سيكون مثلا وعبرة للساقطين.
ولكن لا اعرف بماذا اؤدبه؟ سنفرض عليه اتمام بعض القوانين (عقوبات) ونطرده من وسطنا ومعه طفله..
عندئذ انحنى مارين وصنع ميطانية وقد بلل الارض بدموعه وهو يردد “سامحوني يا ابائي.. اخطأت في حقكم وحق نفسي.. سامحوني فانا صغير وقد خدعني الشيطان.
انتم قديسون ولا استحق ان احيا بينكم.
صلوا من اجل ضعفي.
ازروني بصلواتكم حتى لا يفترسني عدو الخير،
وحتى يشق لي الرب سبيل للتوبة والخلاص.
عندئذ لم يستطع ان يكمل كلماته وانخرط في بكاء مرير..
تعقيب: لماذا صرت راهبة؟ | افضل مقاطع فيديو