يوميات استير -1

في قديم الزمان كانت المرأة تعامل كشئ وليس كشخص. وقد كشفت الاثار المكتشفة عبر العصور الحديثة عن هذه الحقيقة. ومؤخرا اكتشف العلماء رقوق وبرديات لما نسميه اليوم مذكراتلاحدى ملكات فارس.. انها هدسّة التي كانت زوجة للملك زركسيس الذي امتد سلطانه الى ما يقرب من 120 مدينة تضم حاليا ايران والعراق والشام و.. وصولا الى شرق اوربا.. كان يمكن ان تسمى مملكته بلد الكنوز“.

سرت في طرقات البلد. واذا بمبان قديمة لها ابواب ضخمة ظننت انها ابواب الخزائن الثمينة التي تحوي الجواهر واللالئ والذهب، فدفعت احد هذه الابواب واذ بي اجدها مليئة بقراطيس ورقوق وطروس عليها كتابات قديمة.. ما هذه؟ .. انها مجموعة طروس. لاحظت حروفها العربية، ولكني لما امسكت بها عرفت انها كتابات فارسية، واذ كنت ملما بالفارسية امسكت بها وقرأت على هامش الطرس مذكرات. عندما امعنت في القرأة عرفت انها مذكرات الملكة عشتار، هكذا تقرأ بالفارسية ولكننا نقرأها هكذا بالعربية استير“.. وها انا اقرأ لكم بعض ما جاء بها..

-1-

البرعمة

سنة

شكرا لعمي فقد اهتم بتعليمي. هو في الحقيقة ابن عمي ولكني عرفته عما. فقد مات والداي وانا صغيرة. لابد اني كنت صغيرة جدا لان لا اذكرهما اطلاقا. وقد تبناني ابن عمي مردخاي“. علمت فيما بعد ان هذا الاسم الذي اسمى به، اطلق عليّ في بلاد فارس . انا لا اعرف اين ولدت ولا كيف وصلت الى فارس.

اخبرني ابن عمي ان ابي وامي قتلهما نبوخذ نصر، واننا هاجرنا مرغمين الى فارس ومن ثم اقمنا في عاصمة المملكة شوشن“.

مرت الايام قاسية.. اليوم جلست لاكتب .. اكتب مذكراتي. انا اليوم بلغت الخامسة عشرة ، وقد اهداني عمي بهذه المناسبة هدية ثمينة. اهداني رقا مكتوبا بلغتنا الاصلية، وكان قد علمني اياها ، كما علمني لغة الحديث، وهي خليط من عدة لغات.. واقام عمي في المساء حفلا صغيرا اختلطت فيه التسابيح بالترانيم والشكر .. قالت لي زوجة عمي لقد صرت الان بحق عروسا. فمن يا ترى يستحق ان تزفي اليه؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s