يوميات استير -6

ليلة واحدة مع الملك

اخيرا مرت السنة وجاء هيجاي يخبرني ان يومي جاء. بان الرعب على وجهي. سقطت على الارض مغشيا عليّ، ولما افقت بكيت بين يدي هيجاي والفتيات. التمست ان اعفى من المهمة البغيضة التي قدمت لي. ان كثيرات غيري يتمنين هذه الليلة. اعطوهن امنيتهن. انقذني يا هيجاي”.

اشفق هيجاي عليّ وراح يهوّن الامر عليّ قائلا:

“ان الملك انسان رقيق وهو عطوف وحنون. ”

وبعد ان هدأت، سألني ماذا اطلب من ثياب وعطور ، فقلت له ، لا شئ.

وتبسم هيجاي في وجهي وقال: “ما اعجبك! ان الفتيات الاخريات كن يستعجلن الوقت، ويركضن ركضا الى القصر، وكانت طلباتهن كثيرة، وكانت الاوامر العليا تقضي بأن مهما كانت طلباتهن تعطى لهن”.

قلت: “انا لا اطلب شيئا”

حملوني القصر، وادخلوني الى غرفة كبيرة كانت مفروشة بأثمن ما يمكن ان يخطر ببال انسان، واجلسوني على مقعد فخم، ووقفت الوصيفات يضعن اللمسات الاخيرة على وجهي وعلى ثيابي. كان قلبي ينبض بشدة وقد بان عدم الرضا على وجهي.

وجاء الملك، ووقفت في مكاني، وانصرفت الوصيفات وبقينا لوحدنا. ونظر الي الملك نظرة وقال لي فيما بعد، انه يرى فيّ اني كنت اختلف عن كل امرأة جاءت قبلي. قال لي انه رأى ابرع امرأة، وانقى جمال ، وابهى وجه. وانه رأى فيّ كبرياء وثقة بالنفس واعتداد بالذات.. قال لي ان السابقات كن يحاولن اغراءه بمفاتن اجسامهن وبحركاتهن الخليعة، ولكنه رأى فيّ “ملاكا”. قال انه كان لا يرى من السابقات الا جسدا، وقال انه شبع من الجسد، انه رأى فيّ شيئا يختلف كل الاختلاف حتى انه مال اليّ ليقبلني قال اته قبلني ، لا قبلة الشهوة، بل قبلة تبجيل، لانه رأى فيّ شيئا جديدا.

واستيقظ في الصباح ، ومال عليّ وقبلني. ثم دعا الخصيان والوصيفات والوزراء، ومن ثم وضع التاج على رأسي، واعلن ان استير مليكته المحبوبة، وامر فعملت وليمة عظيمة لجميع الرؤساء والعبيد. ووزع العطايا والهبات السخية وعمل راحة للبلاد وافرج عن المسجونين.

وسمعت البلاد كلها انه قد اختيرت ملكة للبلاد. لم اخبر عن جنسي بحسب وصية ابن عمي ، فلم يعلم احد اني من الجنس المحتقر.

وعلم ابن عمي مردخاي بما وصلت اليه، وقد سعيت من طرف خفي، فارتقى من مجرد حارس عادي الى ضابط حارس. صار احد الضباط القائمين على حراسة القصر الكبير، لم ينل الاحترام الكبير لانه لم يكن الا ضابطا صغيرا ، فوق انه كان معروفا انه من البلاد المغلوب على امرها. ولم يكن في نظر الاخرين اكثر من عبد. ولكنه لم يعبأ بذلك، بل كان نظير جنسنا ينظر الى الاخرين بتعال، ويرى انه ارفع من كل الشعوب الاخرى.. وهذا حقيقي لان شعبي هو الشعب المختار من الرب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s