مؤامرة
ها انا الان في قصري الكبير احيا حياة تنعم – حولي الخدم والحشم، العبيد والجواري والوصيفات. كنت اعيش في جناحي الخاص المستقل يفصل بين جناحي وقصر الملك ممر انيق ارضه من اثمن المرمر وسقفه من اثمن الزجاج الملون.. وكان الملك يعيش تحت حراسة مشددة. كل الذين يذهبون الى الجناح الملكي بدون اذن يقتلون في الحال. على انني كنت مستريحة الى ذلك. كنت اعلم ان الملك ليس زوجي وحدي.. وكانت الحاشية التي معي منتقاة. حاولت ان اطهرها من الجواسيس. وكان كبير الخصيان اكثر من خادم. نعم كان هتاخ صديقي. ثم ان عمي كان يتصل بي كثيرا. كنت اخبره كل شئ. كان يعرف عني كل كبيرة وصغيرة. وكان هو بدوره يطلعني عن اخبار الدنيا بالخارج.
وقد حدث ان ضابطين من الحرس الملكي هما بغشان وترش ارادا ان يقتلا الملك. وقد تحدثا معا بلغة اجنبية ووضعا خطة قتل الملك. وقد تكلما في حضرة عمي. كانا يظنان انه لا يعرف تلك اللغة. لم يكونا يعلمان ان عمي كان احد كبار العلماء. لم يخطر ببالهما ان هذا الضابط الصغير الذي لا ينتسب الى شعب معروف او الى عائلة كبيرة، ةوالذي كان يبدو انه من اجهل الجهال، ولم يخطر ببالهما انه يلم بلغات كثيرة.
وارسل عمي الي تفاصيل المؤامرة، وانا اخبرت الملك بها وذكرت ان الضابط “مردخاي” هو الذي ارسلها اليّ. اتخذ الملك احتياطه وحينما هما بتنفيذ خطتهما القى القبض عليهما واعدما صلبا. وامر الملك ان تدون الحادثة في السجلات الرسمية في اخبار الايام لملوك مادي وفارس فكتبت القصة بحذافيرها وذكر “مردوك” (النطق الفارسي لاسمه) في السجلات ولكن الملك لم يكافئه.
وقد استاء عمي كما استأت انا، ولكننا لا نستطيع ان نعمل شيئا. وارسل عمي يقول لنه يثق ان لله حكمته، وان تدبيره صالح وان خفى عنا.