الملك لا يستطيع ان ينام
بعد انصرافي من الوليمة نمت مرتاحة البال. ولكني علمت ان الملك جفاه النوم تلك الليلة. يبدو ان شكوكه في مستشاره الخاص هامان ضجت مضجعه. ربما كان يفكر هكذا “هل يتطلع هامان الى الملة. وهل … كلا. انه لا يصدق ان الملكة تقبل ان يحل هامان في قلبها محلا مقبولا. وقد ظل يقلب الامور من كل ناحية. جعل يستعيد كل كلمة وكل حركة حدثت في الوليمة. وفي اثناء ذلك غفى قليلا فابصر في الحلم هامان يمسك رمحا ويصوبه نحوه حتى تكون الملكة كوكب الصباح له. وقام الملك مفزوعا.
وقد قص عليّ ذك الحلم فيما بعد. ولم يستطع ان ينعس بعد ذلك فارسل الى مسجل الاخبار الايام لملوك فارس. وجاء المسجل بالسفر الكبير وفتحه واذا به يجد قصة المؤامرة ضد الملك. المؤامرة التي كشفها “مردخاي” ولاحظ الملك انه يتهيأ ليقلب رالصفحة لصفحة اخرى فاشار اليه ان يتوقف وقال له “اقرأ ما امامك” وقرأ المسجل عن الضابطين يغثان وترش ومؤامرتهما ضد الملك، وكيف ان “مردخاي” حارس الباب كشف المؤامرة وانقذ حياة الملك. وقال الملك ، متى كان هذا؟ واجاب الكاتب منذ تسع سنوات ، وقال الملك نعم نعم، انا اذكر ذلك. لقد كنت انعم مع زوجت المحبوبة في اول ايام زواجنا وقد اخبرتني بالمؤامرة وان من اخبرها عنها هو “مردخاي” الحارس.
نعم ، لقد انقذ مردخاي حياتي. ولكن هل كافأنا مردخاي على ذلك يا ترى؟
وقال المسجل “كلا يا مولاي، انه لم يسمع حتى كلمة شكر”. لقد انشغلنا بالتحقيق الذي انتهى بصلب المتآمرين”
وقال الملك: “ونسينا مردخاي..!… يا للعار! شخص ينقذ حياة الملك ولا يكافئ بحسب غنى الملك وسخائه! اني مدين له .. مدين مدة تسع سنوات. نعم تسعة سنوات كاملة يجب ان يتم التعويض عنها.
وارسل الملك واستدعاني وقص عليّ قصة ارقه في الليلة البارحة وقصة نسيانه مكافأة مردخاي.
لم انطق بكلمة ، ولكن قلبي اتجه لله شكرا. شكرا يا رب . شكرا من اجل نسيان الملك. وشكرا لك انه تذكر ذلك في الوقت المناسب. حقا انت اله الاوقات المناسبة. ل شئ تفعله حسنا وفي الموعد المناسب.
وسأل الملك: “ماذا تريدين ان تكون المكافأة؟ فقلت ان سيدي الملك حكيم ورأيه فوق كل الاراء. وفكر الملك قليلا ثم قال اعتقد ان الالهة اققتني لكي اذكر ما نسيته. لكنني سأذكر واكافئ. واشار اليّ انه يرغب ان ينام ، فغادرت الى جناحي، وهناك ركعت بجانب سريري وحمدت الله لان الى الابد رحمته. وعلمت ان الملك استطاع ان ينام ولكنه استيقظ مبكرا جدا على خلاف عادته، وسأل رجال الحرس ما اذا كان يوجد احد في دار الانتظار فقيل له ان هامان في الدار فامر ان يدخل.
كان هامان قد جاء مبكرا لكي يطلب من الملك ان يعلقوا عمي على الصليب. كان واثقا ان الملك سيجيب طلبته. لم يستطع ان ينتظر الى ميعاد يقظة الملك العادية بل جاء ليكون اول من يقابله.