يوميات الاب كارول #5

24823062-red-freedom-inscription-on-brickwall-surface-pattern-as-a-wallpaper-concept-for-designers-background

اطرق يفكر ثم نهض ليبسط ساقيه بعد طول جلوس وخرج يتمشى ويداه خلف ظهره. في فضاء الله سعة. فلماذا تلقون بانفسكم في النار. واخلج صوته الاجش. صب خمرا وراح يعب وهو يقول:

– قررت المجئ شخصيا للتأكد من انك فهمت القرار الجديد الذي اصدرته.

– اي قرار؟

– قرار الاحتفال بعيد الميلاد.

– لكن هذا مستحيل.

– انها ارادة الشعب.

– حق احتفال عيد الميلاد ضد ارادة الشعب. غير معقول!  انا لا اصدق ذلك.

– اولئك الذين يرغبون الاحتفال بهذه المناسبة هم احرار في ذلك. ولكن ليكن ذلك في منازلهم او في كنائسك وليست في اماكن عامة.

– ولكن توجد مناسبات يرتبط الناس فيها ارتباطا وثيقا.

انفجر ضاحكا، ولكز الاب قائلا:

– انت وامثالك يرتبط بها. لكننا لا نريدها ان تعود مرتبطة بالناس بعد الان. نحن على اعتاب سنة 1950 ونريد ان نكون احرارا على الاقل.

– لا. لا. هذا طلب فظيع

kvtbfh3

– انت تخدع نفسك كراميتش.  تدعي انك تدافع عن الحرية، ولكنك تمنع الناس من العبادة.

– لست بحاجة لكي تخبرني ما هي الحرية ايها الراهب.

– اجبني. اليس من حق العمال ان يحصلوا على اجر عادل؟

– بالتأكيد، فنحن الذين..

– ومن حق كل ان يكون قادرا على التعليم وتطوير نفسه؟

– بالتاكيد وبفضلنا نحن تمكنوا من ذلك.

– اليس من حق كل انسان ان يمارس معتقداته الدينية التي اختارها بحرية، هلا اجبتني؟

فقال اندريه بسأم:

– الانسان لا يحتاج الى الخالق. وبالتالي هو ليس محتاج الى اعتناق اي دين.

– انت مخطئ. ويمكنني اثبات ذلك.

فسأل بفضول:

– كيف؟

– انت لم تسمح ببناء اي كنيسة في لاهوتا، لانك مقتنع ان العمال لا يحتاجون اليها.

– سأقيم احتفالا حاشدا في العراء في ساحة لاهوتا الرئيسية.

– هراء.

– عندها سنرى العمال ان كانوا سيؤيدون رأيك ام لا؟

– انت مجنون

– ربما

– ستخرج وحيدا الى الساحة ايها الراهب.

فرد على الفور بثقة:

– لا، سيكون اثنان هناك على الاقل، انا في المذبح، وانت واقف تراقبني.

**

كان الظلام قد ساد بيوت القرية وخنق جميع الاصوات. ونقيق الضفادع يصل خافتا رتيبا من المستنقعات البعيدة.. الا ان منظره كان يدل على القوة والشباب. شأنه في ذلك شأن الجندل الذي يقف راسخا معترضا مجرى النهر. حتى وهو ساكن الحركة هادئ الاسارير تلمح في ذلك السكون علامات الحياة والقوة.

وبعد قليل شق الليل فافاق باولو من غفوته على يد خشنة تلكزه، وقال:

– من؟

– هيا انهض ايها اللعين.

– انتصب واقفا وقال:

– طابت ليلتك ايها السيد.

رفع كرامتش قبعته ومضى يحك انفه ويهتز شاربيه الكثيفان كانهما شاربا قط، ويشبك وراء ظهره كفين اصابعهما ثخينة. قال بصوت اجش غاضب:

– اريد ان اعرف منك من فعل ذلك. لابد انه في العشرين من عمره. لقد كان برفقة 3 من اصدقائه ايضا.

– من فعل ماذا؟

– الكتابة بالطلاء على الحائط.

– هل اشتروا طلاء؟!

– نعم.  لقد اشتروا كل شئ يحتاجون اليه. اشتروا ايضا شريط جمباز. ما اسم الشخص الذي اشترى الطلاء؟

– لا اعرف.

– اسمع. احد اخطائي القليلة هي قلة صبري .وعندما يفقدني احدهم عقلي اقوم بافعال اندم عليها. ولكن بعد قليل..

– لا. ارجوك. اني لا اعرف اسمه ولكن رقمه فقط. هم ينادونه 47. ارجوك لا اعرف شيئا غير هذا.

اشار بيده الى عسكريين واقفين وهو يصيح:

– هيا خذاه من هنا.

 

لا. دعوني..  لم افعل شيئا.

التفت كرامتش الى اندريه ، وفي نظرة متسائلة قال:

– ماذا تنوي ان تفعل؟

– يمكن احتجاز كل من هو في سن العشرين. ويمكن لتجار السوق السوداء ان يخبروني لمن باعوا الطلاء.

– سنحتاج الى اشهر حتى نعثر على المجرم بهذه الطريقة. ونحن بحاجة الى من نعاقبه فورا. ولا يمكننا ان نلوم تجار السوق السوداء.

– نعم، فهذا لن يترك تأثيرا كبيرا على الناس.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s