
هو مؤسس نظام بنات الاحسان او الرحمة اي اللائي يهتممن بالفقراء وتقديم الرعاية للمرضى. وقصته قصة عجيبة. اشترى احد الصيادين فنسنت، وبعد تسخيره في اعمال البحر لم يسترح الى عمله فباعه مرة اخرى. واخيرا اشتراه رجل فرنسي كان فرنسيسكانيا، ولكنه وقع في الاسر، وحصل على حريته باعتناق الاسلام، وقد صار بعد ذلك فلاحا غنيا واهتمت زوجة الفرنسيسكاني السابق ان تعرف شيئا عن ديانة العبد الجديد فنسنت، وطلبت منه ان يرنم لها ترنيمة، فرنم المزمور 137 الذي يقول “سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة ومعذبونا يسألون فرحا قائلين: رنموا لنا. كيف نرنم ترنيمة الرب في ارض غريبة؟”.وتأثرت السيدة غاية التأثر واخطرت زوجها عن مقدار خطأه في تركه دينه. وتأثر ضمير الرجل وقرر الهروب مع فنسنت وسنحت لهما الفرصة بعد عشرة شهور، فأخذوا سفينة عبروا بها البحر الى فرنسا.ومنذ ذلك الوقت قرر فنسنت ان يقضي وقته في معاونة كل متألم كما تألم هو في تونس. وقد رأى فنسنت ان يخفف الام ارقاء المجذاف كما انه جاهد لمعاونة المسجونين.
وبذل فنسنت الكثير للعمل في المستشفيات ، وكانت مستشفيات ذلك العصر مخيفة، فقد كانوا يضعون اصحاب المرض البسيط مع المشرفين على الموت، وكان الجو الملئ بالجراثيم كافيا لقتل الاصحاء.وقد رأى القديس فنسنت ان يكلف الشابات المؤمنات بالخدمة كممرضات دون ان يصبحن راهبات منتظمات، فلم ياخذن اي عهود على البقاء طيلة الحياة في هذا العمل. وقال لهن فنسنت “ديركن بيوت المرضى، وصومعتكن حجرة للايجار، وكنيستكن الابروشية كلها، وموطنكن شوارع المدينة، والحوائط التي تجلسن خلفها هي الطاعة، والبوابة التي تحرسكن هي مخافة الله، وبرقعكن هو التواضع”.