الراوي: الاسرة هي الخلية الاولى في نسيج المجتمع او هي مجتمع لوحده.. مجتمع متكامل.. مجتمع قائم بذاته. وكل اسرة لها مواصفاتها وخصائصها ومميزاتها وعيوبها. واسرتنا اليوم هي اسرة ممدوح فهيم عوض الله.
(يفتح الستار ويظهر مظهر الصالون في منزل الاستاذ ممدوح حيث يبدو الثراء الكبير على اثاث المنزل – ويظهر في الوسط برافان يقف وراءه ممدوح)
الراوي: هذه هي فيلا ممدوح بك، الله يرحمه – بناها منذ عشرون عاما – بناها على احدث طراز وكلفها ملايين الجنيهات وحين توفيت امراته رفض ان ينتقل للسكن في مكان اخر.
(تسليط الضوء على ممدوح)
الراوي: ممدوح من اشهر رجال الاعمال. هو مشغول 24 ساعة في ال 24 ساعة وكل ثانية في وقته تساوي الملايين.
ممدوح (التليفون المحمول): لو.. ايوة يا رسمي.. ايه اخبار البورصة في طوكيو؟ بتقول ايه؟ الين هبط. عظيم .. اشتري.. ولا اقولك.. (يرن جرس التليفون الثاني) ثواني خليك معايا (يمسك الموبايل الاخر) الو.. ايوة يا فهمي.. ايه الاخبار؟ هايل.. احرق الكمية كلها.. (ثم يرتبك مع كل سماعة) انت تبيع.. وانت تشتري.. سامع.. انت تشتري.. انت تبيع ..(يغلق كل السماعات)
(يدخل شهير ممسكا جريدة في يده)
الراوي: وده بقى شهير .. الشهرة هي كل طموحه في الحياة.
شهير: ايوة .. لقيتها.. عبده كعبلة 37 سنة يقتل زوجته وابيه واخوته جميعا يالشاطور .. اقصر طريق عشان الواحد يصبح مشهور
(تدخل ايفون ممسكة تليفونا بيدها)
الراوي: ودي بقى ايفون. ليل ونها ماسكة الموبايل .. المحمول عندها اهم من الماء والهواء.
ايفون: ايوة يا بنتي ما انا بحكي لك اهو. طيب ! سوف احكي لك بالتفصيل من اول ما طلبت الرقم.
الراوي: وده بقى امير .. شايف نفسه على الاخر وبرضو مشغول 24 ساعة.. بس مش في الشغل لكن في اشياء اخرى اهم .
(يدخل امير)
امير: ايوة يا هيمة ظبطت القعدة؟ وهي هتكون موجودة؟ عظيم.. مسافة السكة.. سلام.
الراوي: اما دي بقى.. فهي لورا.. مثال التدين والايمان وعلى طول قافة غرفتها وبتتأمل.
لورا: ويل لكم.. ايها الكتبة.. ويل لمن تاتي بواسطته العثرات .. يا عالم يا كفرة..
الراوي: ونسيت بقى اقول لكم على فوزية (تدخل فوزية) المربية التي احتملت هم العيال من لحظة موت امهم.
فوزية: الشاي يا ممدوح بيه.
الراوي: وتساعدها في شغل البيت تريزا (تدخل تريزا) اللي زي الملاك.
(تطفئ اﻻنوار)
المشهد الاول
تريزا: سيدي سيدي.
ممدوح (بنفذ صبر): ايه يا تريزا؟ فيه ايه؟
تريزا: فيه حد بيطرق الباب يا سيدي.
ممدوح: انا مش سامع حاجة.
(تسمع الطرقات مرة اخرى)
الراوي: الطارق هو المسيح اللي يقول “هوذا انا واقف على الباب واقرع.. لكن لﻻسف ممدوح لم يسمع طرقات المخلص بسبب ضوضاء العالم ومشاغله الكثيرة التي اصمت اذنه.
ت: صدقني يا سيدي.. انا سامعة كويس .. هناك من يطرق على الباب.
م: وبعدين معك؟
ت: اسمع يا سيدي.. اسمع كدة.
ممدوح: اللهم طولك يا روح (يحاول ان يستمع)
(الطرقات مرة اخرى ولكن في نفس اللحظة يرن الموبايل)
م: ده الموبايل يا نبيهة.. ﻻ تعرفي ان تميزي بين صوت جرس الموبايل والطرق على الباب.. ايوة يا فهمي .. بتقول ايه؟ المخزن اتحرق.. انا قادم بسرعة (يقول لتريزا) الجاكت بسرعة (تدخل تريزا وتحضر الجاكتة وتخرج معها فوزية . ياخذ الجاكتة ويخرج مسرعا وهو خارج يدخل شهير ابنه وفي يده الجورنال).
شهير: كويس اني لحقتك يا بابا قبل ما تخرج. عايز اقولك حاجة مهمة.
ممدوح: شهير! من فضلك انا مش فاضي للكﻻم الفارغ ده (ويخرج مسرعا وهو متشبث به فيسقط ارضا).
شهير (ينهض ببطء): كﻻم فارغ!! انا ﻻزم اضع حدا لﻻهانات دي.. ما علينا (بفرح) باركي لي يا دادا باركيلي..
فوزية: على ايه؟
شهير: اخيرا عرفت ازاي ابقى مشهور.
فوزية: ازاي؟
(يستكمل)