مسرحية: فيلا ممدوح #٢

المشهد الاول
الفصل الثاني
فوزية: يا حبيبي الشهرة هي ان الانسان يكون متميز في اي مجال سواء العلم .. الادب الفن.. لكن عمر الشهرة ما تبنى على الجرائم .. طب ما انا ممكن اقول لك على شئ ممكن يجعلك اشهر انسان في البلد.
شهير: ايه يا دادة. قول لي بسرعة.
اطلع فوق برج القاهرة.
بحماس: ايوة
وارمي نفسك من فوق .. وانا اؤكد لك انك هتبقى في ظرف ساعتين اشهر واحد في مصر.
يصمت بسرعة وتبدو عليه ابتسامة بلهاء: هه لا مش للدرجة دي.؟ انا عايز ابقى مشهور واستمتع وانا شايف نفسي شهور.. وبعدين العمر مش بعزقة.
خلاص يبقى زي ما قلت لك في الاول.
يفكر: معك حق يا دادة .. خلاص سبينا من موضوع الساطور ده (مفكر) انا من زمان غاوي اكتب شعر.. تريزا.. روحي بسرعة هاتي 15 قلم جاف و 300 ورقة فلوسكاب وبراية واستيكة . (وتدخل برعة)
شايفة يا تريزا .. شايفة اد ايه الاولاد بقوا متعبين . انا مبقتش قادرة على تربيتهم لوحدي.
كل واحد كبر .. وبقى له اهتماماته الخاصة.
بس نا مش قادرة .. ابوهم سايب الحمل عليّ.
انا بقيت مش عارفة اتفاهم معهم ازاي .. كل واحد ماشي بدماغه .. واحد عايز يبقى مشهور باي طريقة وواحدة اموتبها لو اخذت منها التليفون .. واحد على طول بايت برة البيت.. ويا عالم يخرج مع مين ولا بيعمل ايه!
(يقاطعها جرس التليفون – تذهب تريزا وترد لكن ايفون ومينا يجريان)
ايفون: استني يا تريزا.. التليفون ده لي.
مينا: لا .. ده لي انا.. الوه ايوة يا هيمة .. النهاردة في جنينة مول .. كويس الساعة كم؟ .. 11 .. هايل وهي تكون موجودة.. طب عال قوي.. ماشي .. سلام.. بقول لك ايه ؟ (ينخفض الصوت)
ايفون: بقولك ايه يا دادة .. انا خارجة ومش هتاخر.
رايحة فين؟
ايفون: رايحة اقول لماريان صاحبتي تحط سماعة التليفون عشان اعرف اكلمها .. عندي حاجة مهمة عاوزة اقول لها عليها.. حاجة متستحملش التأجيل .. وبعدين هرجع على طول عشان اكلمها.
تصمت لحظات وتنظر الى تريزا: بسم الصليب .. طب ايفون يا حبيبتي ما تقوليلها على اللي عايزاه لما تروحي لها.
لا طبعا مينفعش .. لازم ارجع تاني عشان اقول اللي انا عوزاه في التليفون.

اشمعني؟
اصل انت مش فاهمة يا دادة (تتكلم بهيام) الكلام في التليفون ليه طعم تاني عن الكلام وجها لوجه.
يا سلام!
طبعا الكلام وهو ماشي في سلك التليفون يبقى له سحر خاص .. جمال خاص .. مش اي حد يحس بقيمته.
يا بنتي خفي على التليفون شوية.. الفاتورة في المرة اللي فاتت وصلت 12 الف جنيه!

يا سلام.. وهو ايه يعني 12 الف بالنسبة لبابي .. ده انا باجيب بيهم لبان.

لبان؟

وباشرب بزيهم بيبسي.

يا ايفون يا حبيبتي .. مش معقول.. اكيد يوجد حاجات تانية اهم من التليفون اللي ماسكاه ليل نهار.

معقولة يا دادة تقولي كدة.. هو فيه في الدنيا حاجة اهم من الصداقة؟

صداقة؟

طبعا. يعني انا بكلم غير اصحابي.. على العموم انا هاجاوول مرة تاني يعني بعد ما مينا يخلص .. لو ردت خلاص.. لو ماردتش هانزل.. اوكيه؟

انت حرة يا ايفون.. انا خلاص تعبت معاكي

(تتركها وتذهب لمينا )

مينا: ماشي يا باشا.. سلام

(يغلق السماعة فتنظر اليه ايفون نظرة ذات مغزى ثم تمسك سماعة التليفون وتطلب صديقتها)

***

المشهد الثاني
ايفون: اهلا.. حمدلله على السلامة يا بابي.
الاب: الله يسلمك يا روح بابي.
ا (تدير ظهرها): لا يا عم.. انا زعلانة منك.
ب: يا خبر .. هو انا اقدر على زعل حبية قلبي.
ا: يا سلام يا خويا.. اهو ده اللي انا باخذه منك.
ا: ليه بس؟ حصل مني ايه؟
ب: امبارح بالليل لما جيت نسيت تديني الموبايل بتاع كل ليلة.
ا: يا حبيبتي مانت كنت نايمة. ومارضيتش اصحيك.
ب: طب كنت سيبته مع اي حد لما اصحى يبقوا يدوهوني.
الاب: يا حبيبتي زمان على ايامنا .. كان ابويا لما يرجع من الشغل يجيبي لي معاه نداغة. عسلية.. ملبس .. مش موبايل.
يا بابي، الزمن تغير وبعدين انت عارفني .. يجرالي حاجة لو ماجبتش احدث موبايل ينزل السوق.
على العموم يا حبيبتي ادي الموبايل بتاع امبارح .. وادي الموبايل بتاع النهاردة.
ا: يووه يا بابي.. مانت جيبت لي ده قبل كده.
ب (بزهق): معلش يا حبيبتي بكرة هغيره لك هاتي.
ا: تمد ايديها: في انهي ايد يا بابي؟
ب: يا حبيبة بابي (يلاعبها كطفلة ثم تتركه وتدخل) مش معقول.. دي بقت مدمنة موبايلات.
(قبل ان يكمل كلامه تدخل لورا ابنته الاخرى)
لورا: انت جيت يا بابا .. اسفة .. قصدي يا سيدي.
الاب: نعم.. مين يا سيدي ده؟
انت يا سيدي.
ليه كده يا ماما.. فيه ايه؟
مستغرب ليه بس.. اذا كانت امنا سارة كانت تقول لابينا ابراهيم يا سيدي وهو جوزها.. كم بالحرى انا ابنتك.. ازاي ماقولش يا سيدي.
ماشي يا ستي. عايزة ايه بقى؟
انا عايزة منك حاجة مهمة قوي يا سيدي.
خير يا ستي.
انت طبعا غني.. وعندك ممتلكات كتير .. واراضي وعمارات..
الاب : يظنها تحسده فيكبب في وجهها): ايوه .. وبعدين يعني؟
ابدا حاجة بسيطة قوي.
ايه هي؟
انت لازم تبيع كل ممتلكات وتعطيها للفقراء .. عشان يكون لك كنز في السماء .. وتتبع المسيح.
نعم يا ختي؟
طبعا يا سيدي.
بلا سيدي بلا نيلة بقى ده انت خليتها خل.
انت ناسي ان دخول جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني لملكوت السموات. عشان كدة انت لازم تفتقر يا سيدي.. لازم تفتقر.
يا بنتي بطلي جنان.
يا بابا صدقني. انا خايفة عليك. مش انت غني؟
ايوة
انا بقى خايفة ليحصلك زي الغني الغبي.
نعم؟ بتقولي ايه؟
لما كتر فلوس على قلبه اد كدة .. ربنا قال له “ايها الغبي اليوم تطلب نفسك منك”
انا محترمك بس عشان ده مثل من الانجيل .. لكن يا حبيبتي الغني الغبي ما كانش عنده خمس مصايب بيصرف عليهم زي.. يعني مان مالوش حد يورثه.. لكن انا الحمدلله عندي 4 بلاوي وكارثة (يشير اليها) وعشان كدة مش هيحصللي زي الغني الغبي.
بتحدي: يعني مش ناوي تتنازل عن كل ثروتك للكنيسة؟
لا طبعا. انت اتجننتي؟
بتهديد: خلاص انا احذرك يا سيدي .. لو معملتش ده بمزاجك .. انا مضضطرة ابلغ عنك المدعي العام الاشتراكي هو يشوف شغله (تتحرك ناحية الداخل ثم تلتفت وتقول) عالم كفرة.. (وتدخل)
يضرب كف على كف: لا حول ولا قوة الا بالله .. البنت تجننت.
(تدخل فوزية)
حمدلله على السلامة يا ا. ممدوح.
الله يسلمك.
(يدخل شهير)
ش: بارك لي يا بابا.. باركي لي يا دادة.
ب: على ايه انت كمان؟
ش: انا خلاص وصلت لعالم الشهرة والمجد.
ب: ايه قصيدة جديدة؟
ش: لا .. ما انا خلاص تركت الشعر.. واتضح لي اني ما انفع اكون شاعر.
ب: ويا ترى عرفت انت تنفع تكون ايه؟
ش: ايوة.
خير ربنا يستر.
مخترع.
نعم؟
ش: ايوة يا بابا .. انا مخترع .. وسوف انال جائزة موبل (يقصد نوبل) في الكيمياء.
ب: جايزة موبايل مرة واحدة.
ش: هو يعني احمد زويل يزيد عني ايه؟
ب: على رايك. ويا ترى اخترعت ايه ايها المخترع العظيم.؟
ش: اخترعت اختراع هيكسر الدنيا. وهيفيد البشرية جدا.
ب: خير؟
اخترعت ماكينة سيفون جديدة.
اتاريك بقالك اسبوعين قافل على نفسك الحمام الصغير. وما بتخرجش منه خالص.
طبعا.. مش بعمل تجارب.
بسخرية: ويا تري وصلت لايه من تجاربك؟
طبعا نتيجة مدهشة.. هاتخلي الكل يتكلم عني وعن عبقريتي.
ويا ترى ..
(يتبع)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s