الدودة الخادمة

-1-
الدودة الخادمة
لفّت الدودة الاب وكذلك الدودة الاك قرون استشعارهما ونظرا الى الدودة الصغيرة باحترام جدير. ثم وجهت الدودة الام عيناها الى باقي الديدان بزهو وقالت “ان صانع العجائب يعد دودتنا الصغيرة لعمل عظيم”. ماذا؟ عمل عظيم؟” سرت همهمة بين الديدان “ماذا يعني هذا؟”.. لاحظت دودة منهم تدعى “دودة الكتب” بعض كلمات مكتوبة على باب الشرنقة. انها تقول “اذهبي الى نينوى”. ثم اكملت القراءة:
“الشرنقة تعتبر حقيبة وسوف تحملك لان الرحلة تستغرق وقتا طويلا وسوف تحتاجين كل طاقتك لامور اسمى”.
“امور اسمى؟” تهتهت الدودة الصغيرة وهي تتساءل “اي نوع من الامور الاسمى؟” .
“عليك ان ترحلي في الحال” ردت عليها دودة الكتب وهي تقرأ بقية التعليمات بانتباه “يجب ان تودعي والديك”.
انفجرت الدودة الصغيرة في البكاء عند سماع ذلك!
كيف ستتحمل هذا الفراق؟ انها لا تستطيع ان تتصور هذا. لا يمر يوما عليها دون ان تاتي الدودة الام والدودة الاب لكي يتركا عندها ورقة شجر ويلما قرون استشعارهما بمشاعرهما الدافئة ويذكرانهما انهما سوف يكون حولها لو احتاجت الى اي شئ.
ان الدودة الصغيرة لا تستطيع ان تواجه الحياة بدونهما. ثم من سوف يساعدها للدخول في شرنقتها عندما يحين الوقت؟ ان كل الديدان تنتظر هذا الحدث كل ايام حياتهم.
ارتاحت الدودة الصغيرة قليلا بعدما فكرت في ان وداع احدا تحبه شئ صعب، لكن ذلك يهون حين تتذكر ان التغير سوف يحدث حتما. ان اجساد والديها سوف تترك جانبا، لان صانع العجائب يفعل معجزاته ويحولهما الى فراشات.
طال ما اعتادت الدودة الصغيرة ان تجلس فوق ورقة من اوراق شجرة وعيناها تلتمعان بملاحقة الفراشات الدميلة التي تطير حول البحيرة. وكانت تخمن ان احداها هي جدتها لانها تحوم حولها كثيرا.
وبالرغم من ذلك لم تستكع مقاومة شعورها بالالم .. فاتجهت بشهقة الى دودة الكتب تسالها “كيف استطيع ان اتذكر تلك التعليمات دون ان يساعدني احد؟”
لكن دودة الكتب لم تكن ترغب في ان تترك البحيرة، فلم تجاوبها، ولكن لما اعادت قراءة الكلمات المكتوبة في الورقة (الرسالة) بتان ووصلت الى عبارة “يجب ان تذهبي بنفسك وحيدة” بدا عليها الاتياح ثم اكملت “ان صانع العجائب وعد ان يذهب معك بنفسه” واستطردت “فلا يجب ان تظلي قلقة من الذهاب وحدك”.
علقت دودة خبيثة “لا يبدو عدلا من صانع العجائب ان تفعل هذه المخلوقة الضئيلة مل هذا وحدها”.
لكن دودة حكيمة ذكرها ان الكلمات المكتوبة فوق شرنقتها تقول “ان صانع العجائب اعدها الى عمل عظيم”. وهذا يتضمن انه اعدها لكي تنجز هذا وحدها.
خجلت الدودة الخبيثة وحاولت التنصل بقولها “لم يمن هذا تعليقي بل انا رددت ما ارادت ان تقوله الدودة الشرهة”.
كانت فكرة ان تكون وحيدة تبدد الدفء من اطراف تلدودة الصغيرة مع احلامها بالبيت المشترك التي تكمح ان يدعوها اليها “دودة القز” في الربيع القادم.
“يوجد شئ اخر مكتوب على طرف الشرنقة” قالت دودة الكتب. ثم رفعت الشرنقة وقرّبتها من عينيها وقرات “هل ستذهبين من اجلي؟”
“هل ساذهب؟” تمتمت الدودة الصغيرة ثم اكملت “هل تعنين انه عندي حرية الاختيار؟”
ردت دودة الكتب “نعم، من الواضح ذلك”.
ارتبكت الدودة الصغيرة تماما فان يعدها صانع العجائب لعمل هام تترك من اجله امها واباها والديدان الاخرى وكل شئ وان تفكر في اتخاذ القرار بنفسها شئ اخر.
من المؤكد ان الامر يكون اسهل لو لم تمنح حرية الاختيار!
“لماذا لم يامرني صانع العجائب ان افعل ما يريد فحسب؟” تساءلت بتعجب “بهذه الطريقة كان سيضمن ان العمل سوف يتم”.
ردت دودة الكتب:
“ان صانع العجائب يرغب ان تفعلي هذا بحب”.
“ماذا افعل الان؟” همست لنفسها “يا صانع العجائب انا اسفة لان مشاعري لا تريدني ان اذهب معك، ولكن ارجوك ان تساعدني على اية حال”. وتابعت “ربما عندما تكتشف ان مشاعري السلبية لن توقفني فقد تتنازل فعلا وتاتي معي”.
قفز الى ذهن الدودة شئ اخر مرعب “ماذا عن الطائر الاسود؟”
كان الجميع يعلم ان ذلك الطائر يلتهم الديدان.
ردت الدودة الشرهة عليم ان تبداي الرحيل قبل استيقاظه”.
..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s