مشهد11:
الراوي: ايهاب يجلس امام ابونا في الدير.
ابونا: ساسرد لك قصة. احد الرهبان عزم في قلبه ان يطلب كلمة منفعة من اي شخص يقابله. وكان اول من قابله صبي راع فسأله: “انا اكلت ولم اشبع” قال له الصبي الراعي “كل ايضا” قال اكلت وما شبعت فاعاد القول للمرة الثالثة. فقال له: ارى انك حمار يا راهب.
ايهاب (يقول في نفسه): بالفعل هذا ما حدث معي في الدير، طلبت الى اخي ان ينتظر حتى يبارك الاب الاكل لكنه لم يستمع لي، وبعد قليل اخذ هو ايضا واكل. وحين جاء الاب دعانا على مادبة الطعام فاكلت، ثم دعاني ان انهي طعامي فاخبرته انني شبعت ولكني عدت واكلت. وكان هذا هو اول اختبار ارسب فيه.
مشهد 12
الراوي: (ايهاب عليه ان يسحب من رصيده البنكي في نفس اليوم 40 الف ويعطيها للشريك الاخر ويعد بايفاء 60 الف خلال 10 شهور اخرى) من اجل مشروع المزرعة السمكية بمطروح.
سهير: مالك شارد؟
ايهاب: افكر..
سهير: انا قلقة عليك . انصحك ان تترك مشاريعك.
الراوي: كان من الممكن ان يقول لها ما اترك العالم ايضا ولكنه وجد نفسه يحب اوراقه وكتبه. ووجد نفسه مرتبط بقوله للاب انه قد اعطى المفاتيح له في الاول ليخصص هذا البيت كبيت للمسنين ويعرض عليهم تجهيزه ايضا.
ايهاب: اذا هناك 3 مشروعات (مطروح – تجهيز البيت للمسنين – المحل).
مشهد 13:
(ايهاب في البنك . طابور السحب في البنك اكبر بكثير من طابور الايداع.
ايهاب😦لنفسه): هل الناس كلها افتقرت؟ اكيد هذا لان هناك مشاريع كبيرة في البلد.
(ينظر في شاشة العرض اعلانات عن تلك الخدمات التي يقدمها البنك. تحويل اموال، وارسال طرود بالبريد. )
ايهاب (لنفسه) : يمكن ان احول الرصيد الى امين صندوق الكنيسة وبالتالي اوثق مساهمتي في المشروع.. كدت انسى! سوف ارسل بالبريد المفاتيح وصورة العقد للاب الكاهن في الاسكندرية.
الراوي: فتح موقع التواصل الاجتماعي وسال الاب الكاهن: ولكن لا يوجد رد.
ايهاب: صباح الخير منير.
منير: صباح الخير ايهاب.
ايهاب: ما رايك في فكرة مشروع مطروح المزرعة السمكية بدلا من مزرعة الماشية؟
منير: انت عدّلت فكرتك لكي تكون شركة تضامنية.
ايهاب: اصلي انا سالت صديقي المحاسب امير فهي اسهل من الشركة المساهمة التي تحتاج الى كتاب واوراق وسندات في البورصة. نعمل شركة تضامنية يمكن ان تضم 50 عضوا.
منير: انت نسيت المثل الذي يقول “تغور الشركة ولو في ..”
ايهاب: ماذا تقول؟
منير: نسيت باقي المثل. خذ مثلا شعبيا اخر “انا مثل الفريك لا احب الشريك”
ايهاب: عندك حق. انا نفسي اختبرت مشاكل الشركاء من قبل.. لكن سبق السيف العزل. انا عرفت من امير انه يمكن ان يدخل عضوا بالجمعية.
اتصلت باخي رضا وطلبت منه 10 الاف جنيه. وعد ان يعطيها لي بعد شهرين. سوف اعطيها ل شحاتة لمشروع مطروح بالاضافة الى اربعين الفا سوف يعطيها لشحاتة. وسوف يسحبه من رصيده البنكي اليوم.
الراوي: ذهب الى مكتب البريد لم يستطع ان يسحب لان الموظف اخبره انه يجب ان ياتي بجواز سفر او رخصة قيادة ليتحقق من الاوراق الثبوتية.
ايهاب: ساتصل بصديقي سلام .. لا يرد. كان ينبغي اقامة مشروع مكتب الاستشارات ولكن حين اتصلت بخالي قال لي ان المحل غير مرخص وليس فيه كهرباء. اذا المكان غير مقنن، اي ليس في التخطيط الحضاري مثل هذا المكتب.
انطون: هل نسيت انك حاصل على دكتوراة وليس مهندسا زراعيا؟
ايهاب: بخلاف ايضا خطورة الاستشارات الزراعية فكم صديقا يمكن ان اعطيه رأيا محبطا يصده او متفائلا مبالغا يحبطه بعد ذلك اذ واجه مشاكل.
الراوي: اتصل به د سالم البيطري فلم يجيبه. حاول ان يغير طلبته لكي يكون اشتراك د سالم في الشركة التضامنية رغم عيوبها ولكنه تذكر انه فشل في كسب اول صديق له وهو منير. كان يمكنك ان تقدم انت استشارتك لشركات قائمة ومزارع موجودة بالفعل.
ايهاب: نعم، علي ان ابق في العمل وسوف ياتي من يسالني ويستشيرني. سوف اقدمها مجانا. فانا اقبض مرتبا. كما انه ممكن مع مرور الايام ان تطلبني الشركات. انا دكتور وليس مهندس زراعي. يمكن ان اكتفي بنفسي حاليا فاقدم لشحاتة مبلغ مئة الف جنيه يكون ثلثه من اخي.
انطون: و قد لا يأتي من يطلب استشارتك مثل ذلك الدكتور الذي قال نفس العبارة ولكن لم ياتي احد اذ ان الوضع قد تغير. اصبح اي شخص يضغط على زر صغير ليظهر له في الشبكة العنكبوتية مئات المقالات يستخرج منها المعلومات التي يحتاجها.
ايهاب: يمكن ان اعمل مع صديقي منير مشروعه بسرعة. هذا المشروع سوف يكون في سوسنة الوادي. انه يوجد مصنع اعلاف بالقرب منه تابع لوزارة الزراعة وسوف يشتري المكونات من العامرية سوف يعمل دورة بهائم او دواجن واحتار بينهما كثيرا.
مشهد 14:
الراوي: اشترى ايهاب حبر للطابعة واشترى ايضا رواية “قصص مختارة” للاديب الروسي تولستوي.
منى ( زوجة اخي ايهاب): هل لا تعرف شئ ينفخ الكتاكيت؟
ايهاب: تقصدي ايه؟
منى: يجعل الكتاكيت تنمو. اصلي انا اشتريت 10 كتاكيت ولهم 3 شهور ولم يكبروا. الصقر اكل الكتاكيت ولم يتبق سوى اثنان.
منير: فاكر المشروع ؟
ايهاب: ما له؟
منير: يجب ان يعمل مخططا للبدائل ثم المخاطرة 15 بالمئة وبالتالي يجب الا تقل الارباح عن 50 بالمئة.
مشهد 15:
ايهاب (يقرأ): “اسندني يا رب في تجاربي” تلك الاية الجميلة “لكل الاحياء يوجد رجاء“(جا9: 4). يا لها من اية رائعة! انها تعطيه الرجاء بصفة مطلقة.. “فرحين في الرجاء”
(يفتح التليفزيون): ابنة د/ حنين عطالله في حديثها عن ذكرياتها مع ابيها الراحل
“.. كان حين تضغطه التجارب وخصوصا تعرض شركته للمشاكل يفتح الانجيل ويقرا بعض الاعداد ويبتسم“. ان حياته لم تكن سهلة قط“.
ووكان يردد الاية الجميلة “تقووا من ضعف“(عب11)، وان “الروح يعين ضعفاتنا“. و“ليقل الضعيف بطل انا“.
انطون: كان يسوع يجول “يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب“(مت4: 23). الا تذكر ذلك القول التي “احرص على الايمان والرجاء اللذان يتولد منهما محبة الله ومحبة القريب“. اذا هي ثلاثية رائعة. الايمان والرجاء يتولد منهما المحبة. وماذا يطلب الرب منا سوى المحبة؟! ما اسهل الحياة مع الله. ما اسهل الحياة. اذا ما سبب الكابة؟!.. وراجع الجملة فوجد الايمان والرجاء. الرجاء عكس الكابة. والايمان يقود الى الرجاء، فلو امنت بقوة الله وبمحبته.. وصمت. ثم قال انها دائرة مغلقة بل انها دوامة الحياة.
نعم دوامة الحياة!!!
(يسدل الستار)
++
الراوي: ايهاب يفكر الان. وهو قلق.
ايهاب: بالامس نسيت ان اقول للاولاد عن يهوشع الكاهن “انه شعلة منتشلة من النار” وهذه تعطي رجاء “للفتيلة المدخنة” ان الرب لا يطفئها“. ووضع خطا احمر. سوف يكون تامل للخدمة الاسبوع القادم.
مشهد 15:
ايهاب: يا ابونا اشعر ان الله منحني عمرا فوق عمري. اي اني اعيش over عمر اضافي.
ابونا: لا تقل هذا يا ابني. الرب يحي ويميت. في يده ارواح كل البشر.
ايهاب: الامس قلت علي ان اكتب رواية من اجل الربح المادي بدلا من العبادة. وهل الله يحتاج الى مالي ام قلبي؟ وفكر ان انزل الى الشارع واحاول ان افصل بين المتخاصمين. انه ابن الله ووجوده في العالم ملح للارض ونور للعالم. وتردد كثير. نزل الى الشارع وراقب الشجار لثوان ثم رددت القول “من يعبر على شجار لا يخصه كمثل الممسك اذني كلب” فهو لن يتحكم في الكلب من اذنه وهو لن يستطيع ان يعمل شيئا. الحقيقة ان هذه المنطقة لا تناسب وضعه كدكتور. هل سيضع مرتبه في شقة ام يوفر للمشروعات؟ واحتار كثيرا.
ابونا: هل تذكر نشاط “نقل التكنولوجيا” ان يذهب الى وادي النطرون ونجتمع باصحاب المحلات لنخبرهم عن المشروعات. علينا اولا اعداد شرائح لذلك ويمكن استخدام ذلك المقر الحكومي الذي قرأ عليه نفس اليافتة لعقد سلسلة ندوات لبث الامل في نفوس الشباب في هذه المناطق.
ايهاب: يعمل ذلك في منطقة سكننا. سيكون اسهل. يمكن الاتصال بد/ عادل رشدي لا لندعوه لالقاء محاضرة بل لنخبره اننا على استعداد لان نعاونه في القاء ضوء ودراسات الجدوى اللازمة للمشروعات في مجال تخصصه.
ابونا: قرأت قصة منذ فترة عن رجل اضاع درهما في غرفة مظلمة. ووجدته زوجته يبحث عنه في الغرفة الاخرى المضاءة فسالته لم تبحث هناك، وانت اضعت الدرهم هنا؟ فاجابها لكن النور هناك. هل هذا معناه انه وصل الى مرحلة لا يعرف عن اي شئ يبحث؟ انه يبحث عن لا شئ. فقط يبحث وكفى. انت تبحث في النور وهذا هو الاهم” هكذا قال في نفسه.
ابونا: هل تذكر نصيحتي لك “انا اريد.. اصمم.. احاول.. اصلي“.
الراوي: لكنك الان تبحث في النور عن لا شئ. يكفي انه في النور. يكفي انه يخرج من بيته كل صباح لينظر نور الشمس وليحرك عضلات جسمه، ففي الحركة بركة. وتلك العبارة التي طالما رددها كبار السن “يا رب خذنا وتراب الطريق على ارجلنا“.
مشهد 16:
طفل في مدارس الاحد: بابا فين؟
ربنا خده؟
امين الخدمة: ايه ده؟
ايهاب: اخطأت؟
امين الخدمة: لا تقل للطفل ربنا خذ بابا. قل له راح السماء. ان الطفل في هذه السن الصغيرة لا يستطيع الادراك مثل الكبير. انه سيحزن لان الله اخذ اباه الذي يحبه“.
ايهاب: انا اسف.
مشهد 17:
ابونا: اقرا كتاب روحي.
ايهاب: بالفعل اشتريت كتاب. ان كلماته تبدو كبلسم يضمد جراح نفسه. اشعر بمذاقة لكل كلمة اقراها وجاءت الكلمات “كمياه باردة للارض العطشانة“.
ايهاب (يقرأ):
“البسطاء لا يستطيعون الاحتفاظ بالنعمة لسببين: الاول، انهم لا يحتملون الشدائد. الثاني، انهم يتذوقون لذات الخطية ويستمرن فيها بلا توبة“.
(يخاطب نفسه) الامس كنت اكل بنهم من الحلوى. رحماك الهي! فهذه كانت لذات الخطية. وهذا لا يناسب مع رغبته في التوفير ورغبة اسرته التي غيرت نظام الاكل. وتذكر ان السبب الاول سقط فيه، حينما حزن عندما قال له الاب الكاهن – هل عندك في العمل مشاكل، فاجابه لا – فقال له كل شئ فيه مشاكل. توقع المشاكل ولذلك سارع بتقديم الاستقالة قبل فوات الاوان.
(ايهاب يقرا) “الناس يروضون الخيول (رمز للافكار) .. في كل ساعة تخرج من الناس افكار جيدة“.
(يخاطب نفسه) وهذا هو ما يحدث معي. عقلي لا يكف عن التفكير في افكار كلها تبدو جيدة ومشاريع رائعة.
وتابع قراءته “النفس وهي تنتج الخطط وتلدها والشر ايضا له خطط” فعلا هذا هو ما اعانيه تخطيط لا ينتهي ومشروعات واحلام.
“في الحياة الروحية يدخل الانسان حياة النعمة ثم يتذكر ان له اخوة ورفقاء والطبيعة نفسها تريد ان تذهب للاخوة لتتمم ناموس المحبة”
(يخاطب نفسه): وهذا هو ايضا ما وجده في حياته فهو يحب الخدمة بدرجة ان تركها امرا مستحيلا.
(يمسك قلم ويكتب) اكتب هذا القول الجميل في مذكراتي : يقول انبا مقار “حياتنا وموتنا في علاقتنا بالاخوة“.
الراوي: “حياتنا وخلاصنا..” صحح العبارة.
(يتابع القراءة): سؤال: كيف يمكن ان تكون النعمة والخطية كلاهما معا في قلب الانسان؟“
يا له من سؤال رائع. “فكما انه تحت القدر النحاسي النار تشتعل و تسخن ما بالقدر هكذا النعمة في داخلك وخارجك. فاذا كنت تصلي وتسلم افكارك لمحبة المسيح تكون قد وضعت وقودا للنار بل ان افكارك تصير نارا“
و داعب خصل راسه وهو يقول “نعم هذا هو علاجي! اصلي واسلم افكاري للمسيح“
وتابع “المسيحيون مصابيح ان لم يشتعلوا بنار اللاهوت داخلهم فانهم ليسوا شيئا (يصيرون بلا منفعة)”
(يخاطب نفسه) نعم يجب ان تضرم نار محبة الله في قلبي.
قصص و روايات 