قصتي مع الله #1

502017173_univ_lss_lg

بقلم: فيبي فارس

انصتَ لاتسمع الهمسات التي كانت تدور بحجرة الطعام في بيت السيد ريفر، فقد كان الحديث الذي يدور بين السيد ريفر وزوجته واولاده يهمني جدا، وذلك لانه كان يدور حول طلبي اخذ اجازة، ولو لمدة اسبوع، لاعود الى قريتي العزيزة “دهاستون” التي لم ازرها منذ حوالي تسعة اشهر او اكثر.

سمعت اسمي يتردد على ألسنتهم ، فاصغيت السمع جيدا، ولما لم تسعفني اذناي تذرعت ببعض الاعذار كاحضاري ملح الطعام او زجاجة ماء لادخل حجرة الصالون حيث كانوا يتحدثون وهم يتناولون وجبة الغذاء. ولكنهم كانوا يتوقفون عن الحديث بمجرد دخولي. ولكن عندما حملت اليهم بعض ثمرات التفاح في نهاية الطعام سمعت السيد ريفر يقول:

لقد قلت قولي في هذا الامر ولا مجال للنقاش.

كان هذا القول كافيا لان يملأني بالامل، فالسيد ريفر اكثر لينا من السيدة ريفر القاسية حادة الطباع. كانت السيدة ريفر ترفض سفري، لان ابنتها الكبرى شارلوت لم تنجح في اجتياز اختبارات بعض المقررات الدراسية وبات عليها ان تدخل اختبارا بعد شهرين وهذا يتطلب مجهودا كبيرا من السيدة وبالتالي يتطلب مساعدة مني في بعض شؤن المنزل. كان ذلك في صيف 1882.

عدت الى المطبخ وقد علت وجهي ابتسامة لم استطع اخفاؤها فقد كان تعبيرا صادقا عن الفرحة التي غمرتني فكم اشتقت الى دهاستون قريتي العزيزة، حيث ابي المريض، وحيث امي المسكينةالتي ترعاه نهارا وليلا. كم اشتقت الى صديقات الطفولتي خاصة صديقتي فيفيان“!..

ما هذا يا روزالين؟ أتحدثين نفسك؟!

التفتّ ورائي فوجدت ماري ابنة السيد ريفر الصغرى وهي تعتبر صديقتي الوحيدة في منزل السيد ريفر.

واصلت ماري كلامها وهي تمسح بيدها فروة قطها كاتو“:

بم تكافئينني؟ لقد شرحت لابي ظروفك وحقك في زيارة والديك وقد اقتنع تماما.

قلت ضاحكة:

اجازة لمدة اسبوع تستحق ان احيك لك رداءا جديدا ترتدينه في حفلة توزيع جوائز النجاح.

واذا كان لمدة عشرة ايام؟

هتفت بفرح:

عشرة ايام ؟ حقا؟ لا، هذا معناه اني سأزين طوقا لرأسك بحبات اللؤلؤ.

لم انته بعد من كلامي حتى دخلت شارلوت، وصرخت:

انك تغيظنني يا روزالين. انت دائما تحبين اهانتي. انني اكرهك. لقد سمعت كل شئ. تريدين ان تصنعي لاختي رداءا جديدا وعقدا بحبات اللؤلؤ، لكي تغيظينني.

لم انبس بكلمة واحدة فاي كلمة كانت ستفجر مزيدا من الغضب والصراخ. ولم تتكلم ماري ايضا. وقفت شارلوت قبالتنا وقد وضعت يديها على خاصرتيها، وهي تقلب النظر بيني وبين ماري، ولم لم تجد منا اجابة خبطت بيدها على المنضدة وقالت وهي تتوعد:

سترين يا روزالين!

كما ذكرت لك – عزيزي القارئلم يكن هناك من صديق لي في بيت السيد ريفر سوى ماري التي تصغرني بعامين، ومع ذلك فلزاما عليّ ان اذكر ان السيد ريفر لم يسئ اليّ ابدا، لا هو ولا مولر الذي يماثلني عمرا. اما شارلوت وهي اكبر مني بعامين فقد كانت عنيفة حادة الطباع عدائية وهي في ذلك تشبه امها.

(يتبع)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s