الحمام الطائر

قصة ارمينية واقعية تمت احداثها في القرن العاشر بارمينيا

نقلا بتصرف
توقف الشاب كرياكو ليجفف عرقه، وياخذ شيئا من لراحة فقد ثقلت قدماه جدا، واحس انه غير قادر على حمل الحقيبة البسيطة التي لا تحوي الا قليلا من ملابسه، وظهرت علامات الانهاك الجسدي على ملامحه..
عاد الشاب يكمل طريقهوهو يردد اسم يسوع المسيح، مطمئنا نفسه انه اقترب جدا من بلدة ناريج حيث يتمتع ببركة الدير والوجود بين اباء الدير.. وبالفعل بدات قباب الدير تظهر من بعيد، وقد علت عليها الصلبان،

ففرح وللحال ركع كرياكو على الارض ورفع عيني قلبه نحو السماء وهو يتمتم :
اشكرك يا ربي يسوع المسيح.. يا من اهلتني لهذه الساعة انارى هذا الدير .. اسمح لي ان اتمتع ببركة ابائه..
هل تقبلني خادما لابائي؟
هل تقبل حياتي كلها ذبيحة حب لك يا من احببتني؟
هل لي ان اكمل كل بقية غربية في احضانك؟لست اطلب الا ان تكون معي واكون انا معك!..”
وبدات الدموع تذرف من عينيه، لكن حنينه الشديد نحو الدير جذبه للقيام سريعا. فقد ملا الفرح قلبه وشعر كانه حمل بحابة لينطلق نحو الفردوس، او اعطى جناحي حمامة ينطلق بهما نحو السماء.. ذهب عنه كل تعب جسماني بغير رجعة، وانطلق نحو الدير مسرعا، فقد حان الوقت الذي طال انتظاره.
**
امسك الشاب كرياكو بالحبل وشده بلطف ليسمع دقات جرس الدير بغير ازعاج..
بعد دقائق سمع كرياكو صوتا هادئا من وراء الباب يساله:
من بالباب؟
ابنك كرياكو يا ابي!
ماذا تريد يا ابني؟
اسمح لي بالدخول يا ابي فاني جئت من مكان بعيد جدا لانال بركة الدير وبركة ابائي الرهبان.
في العالم كنائس كثيرة يا ابني.. تستطيع ان اردت ان تنال البركة ويوجد اباء اعتراف كثيرون يسندونك.
لقد سمعت عنكم يا ابي. انا محتاج صلواتكم وارشادكم .. اسمح لي بدقائق مع رئيس الدير.
سامحني يا ابني. لا اقدر ان افتح..
ارجوك من اجل المحبة اقبلني فاني غريب وتحملت الكثير لانال بركة الدير..
من اين جئت يا ابني حتى اخبر رئيس الدير، ربما يسمح لك بالدخول الى فترة قصيرة؟.
**
دخل رئيس الدير الى صالة الضيافة ليلتقي بالشاب كرياكو الذي اصر على مقابلته.. وكانت البشاشة على ملامح الاب.
فرح كرياكو واسرع نحو الاب يقبل يديه ويلتمس صلواته.
بدا الشاب يفتح قلبه لرئيس الدير ويروي له اشتياقاته نحو الرهبنة منذ سنوات طويلة.. وكان الاب يساله عن اب اعترافه وتداريبه الروحية وقراءاته.. وبعد حوار هادئ بسيط طال قرابة ساعتين، قال الرئيس:
لا استطيع يا ابني ان اعدك بشئ،
لكنني اتركك هنا لفترة قد تطول لتختبر نفسك، فان طريق الرهبنة ليس سهلا ، وحربه عنيفة مرة..
سارعاك بنفسي لكنني اريدك ان تكون صريحا مع نفسك ومعي، فان الرهبنة ليست هدفا في ذاتها، انما هي طريق يعطى للبعض وليس للجميع.. ان ابديتك وحياتك مع المسيح فوق الكل..
**
مرت السنوات وكان كرياكو ينو في النعمة فقد تعلق قلبه بمسيحه. انعكس هذا على ملامحه فكانت البشاشة لا تفارقه، وجاءه الكثيرون يطلبون صلواته.
حسده البعض من اجل شهرته التي ذاعت في بلاد كثيرة بارمينيا. فوشوا الى رئيس الدير مدعين ان الراهب كرياكو انما يتظاهر بالقداسة.
طلبوا الى رئيس الدير ان يقدمهم للراهب على انهم ضيوف وهم يكشفون له حقيقته.
اذ عرف الراهب انهم جاءوا من بد بعيد واهم جائعون ذبح لهم حماما وقام بشيّه ووضعه امامهم.
استاذن احدهم وبسرعة استدعى رئيس الدير.
وهنا سال اخر:
الا تعلم يا ابانا كرياكو ان اليوم صوم، فكيف اععدت لنا حماما؟
صمت الراهب البسيط وفي هدوء:
اني اسف جدا، لم اكن اعلم ان اليوم صوم.. فهل تسمحوا للحمام ان يطير؟
ضحك الجميع في سخرية اذ راوه يرشم على الحمام علامة الصليب وهو يقول:
“ما دام اليوم صوم، فلماذا تبقون هنا؟ فلتطيروا اذا!”
لكن سرعان ما توقف الكل عن الضحك. لقد راوا الحمام يطير بالفعل.
++

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s