تدخل زميلتنا ذات العقدين الي المكتب متأخرة قليلا عن موعدها و قد احمرت عيناها من البكاء
تنظر الي الاسفل و في يديها منديل تمسح به انفها و تسرع للدخول نحو التواليت و تغلق علي نفسها الباب و نسمع صوت بكائها في الداخل
نظرنا بعضنا لبعض لماذا تبكي الان
تصورنا ان صديقتنا الحديثة الارتباط كأغلب البنات
ينشدن ذلك اليوم الذي يلبسن فيه الدبله في اليمين ليحيين حياة رومانسية فما يلبثن الا ان يصطدمن بواقع كن في غنيً عنه
يمكن متخاصمه مع خطيبها
بسرعه كده دول لسه مخطوبين مكملوش اسبوع
في سري ….دا الطبيعي ما احنا كده رجاله نكديين
ايه
لا بقول تطلع و اقعدي معاها اسمعيها
جلست سكرتيرتنا الوديعه مع صديقتنا المنتحبة
ثم قامت و وجها امتليء بالحزن و الاسي نحوها
الاسورة بتاعتها
مالها
نسيتها في التاكسي
دي دهب
دي الشبكة بتاعتها
يا دي الحوسة
جلسنا معها نواسيها و نستعوض الله فيما فقد
قلنا لها جربي تسالي علي التاكسي في الموقف
طيب تعرفي نمرته
في ٣٧ ا حاجه كده
طيب ما ترني عليه
مش ناقصه هزار
اه سوري معلش
هذه عادتي الضحك وقت المصائب
ركبتي معاه قبل كده؟………؟
كل الاجابات بالنفي
فقالت لها صديقتنا تشفعي بالانبا بولا
وقال اخر تشفعي بالشهيد ونس فكلاهما مشهوران بإحضار المفقود
قلنا هذا و نحن نوقن انه من الصعب جدا استعادة ما فقد
في اليوم التالي
دخلت صديقتنا الي المكتب
و هي تشير لنا بيدها
فقلنا لها ربنا يديكي احسن منه و كل شيء قسمه و نصيب
قسمه و نصيب ايه
مش سابك خطيبك علشان ضيعتي الشبكه
سابني ايه بس
الاسوره رجعت
نعم!
ازاي؟
بالليل صليت و تشفعت بالانبا بولا اول السواح و الشهيد ونس
ونمت
وسط الليل شعرت بشيء بيترمي عليّ و انا نايمه
خفت ان يكون فأر قد تسلل في غفلة منا الي غرفة نومي
فقمت في فزع شديد لاجد الاسورة المفقوده قد حضرت اليّ
من احضرها
لا اعرف
كيف حضرت
لا اعرف …….
فإن كنا نحزن لاجل فقدان اسورة من ذهب تزين اليد – بالرغم من قدرتنا علي تعويضها-.
فكم يكون حزن ابينا ان فقد احنا منا نحن الذين نقشنا علي كف يده
و ان كنا نفرح جدا بإستعادة ما فقدناه
فكم و كم
يكون فرح ابينا السماوي برجوعنا اليه و استعادة صورته فينا
وبالحقيقة
“هكذا، أقولُ لكُمْ: يكونُ فرَحٌ قُدّامَ مَلائكَةِ اللهِ بخاطِئٍ واحِدٍ يتوبُ.”
لوقا 15:10
قصص و روايات 