
كان هناك شاب يهوى العمل ، كان العمل عنده هو كل اﻻنجاز، وكل اﻻنجاز هو العمل، وعندما كان يعمل فانه كان يعمل بلذة.
ولكنه للاسف لم يكن يستطيع ان يعمل طوال الوقت. عندما يشرع احيانا ان يعمل يشتهي ان ياكل او ينام او يلعب او يغمض عينيه او يسرح او يدندن بنغم او يكلم احدا. وفي كل هذا كان يؤنب نفسه انه لم يعمل كما تمنى.
وذات ليلة قرص نفسه بالندم انه لم يعمل نهارا بالكم الذي تمناه. اشتهى ان يكون كاﻻلة التي تعمل متى ضغط صاحبها على اﻻزرار. وﻻنه حسن النية استجابت السماء لطلبه فسحبت منه قلبه اثناء النوم، ووضعت بدﻻ منه محركا كهربائيا في حجم قبضة اليد.
من يومها وهو يعمل بلا هوادة ، متى اراد ان يعمل فانه يعمل، ﻻ يسرق احساسه رقصة ورقة شجر على غصنها، وﻻ يجذب انتباهه بائع متجول ينغم نداءه على بضاعته، حتى شهوته لتناول الفول السوداني اثناء عمله فقدها ﻻنه لم يعد يستطعم نكهته، والمصيبة انه لم يعد يستطعم لذة العمل نفسه.
ملا حجرته بالعمل ، تكدست اعماله على الرفوف وكانت كل اعماله متشابة تماما. ظل يعمل ويعمل ويعمل بلا لذة حتى كاد ان يحترق، الى ان اشفقت السماء عليه وردت اليه قلبه.
عند ذلك عادت لذته بالعمل الذي كان يعمله بعض الوقت.
عن كتاب: قصص للحكماء فقط، القس بيشوي صدقي
تعقيب: قصص للاذكياء فقط | عصير الكتب