
اﻻسد المرقسي
الفصل اﻻول
المشهد اﻻول
(الناصري العجيب)
في منزل بسيط ترى امرأتين جالستين تتحاوران مريم وسارة.
مريم: لقد تعبتم معنا كثيرا. فليعوض تعب محبتكم خيرا!
سارة: ﻻ، لقد سررنا باستضاقتكم. اعتبروا البيت بيتكم.. لستم اغرابا.. ﻻ تنس ان ارسطوبولس يكون بن عمي.
مريم: اشعر اننا اثقلنا الحمل عليكم- انا وزوجي وابني يوحنا. اعرف محبتكم.. لكن لوﻻ لظروف الصعبة التي مررنا بها في بلدنا القيروان. لقد دمر البربر كل شئ.. لقد نهبوا كل شئ ولم يبقوا لنا شيئا. فليبارك الرب زوجك الذي اصر ان ناتي الى فلسطين.. ﻻ اعرف ماذ سيكون مصيرنا لو ظللنا هناك.
سارة: يا مريم! ﻻ تنس اننا اقرباء، نحن عبرانيون اي اخوة من وطن واحد- ﻻ تحزني مما اصابكم.. الله يرى لكم خيرا وﻻ يمكن ان ينس اوﻻده ابدا.
مريم: انا اصلي ان ارسطوبولس يعثر لنا على منزل و يبدا تجارته من جديد.
سارة: اكيد يا مريم. لكن ربما يستغرق ذلك بعض الوقت.
مريم: هو اﻻن يخرج كل يوم ليبحث عن عمل.
سارة: ﻻ نخافي. سمعان زوجي معروف في المنطقة وله سمعة جيدة. مؤكد انه يقدر يساعده.
مريم: اه.. لقد نسيت اسال اين سمعان.. لقد اوشك طلوع الفجر ولم يات.
سارة: انت تعلمين ان عمل الصيد ليس سهلا.. يتطلب اﻻمر العمل ليل نهار بل واحيانا يمتد الى ايام متواصلة.
(يدخل صبي صغير يبادر بالتحية)
يوحنا: صباح الخير امي .. ويا عمتي.
سارة: اهلا يا مرقس.. ام تحب ان ندعوك باسمك العبري – يوحنا؟.
مريم (تضحك): في الحقيقة، اننا لم نعتد ايضا لى اسم مرقس، لكن ﻻبد ان نستخدمه هنا ﻻن تسجيل المواطنين الجدد في فلسطين يكون باﻻسماء اليونانية.
سارة: عموما اسم يوحنا حلو ﻻن الله بالفعل حنّان ورحيم.. واسم مرقس ايضا حلو ﻻن معناه (مطرقة). ربنا يبارك يا ابني ..
مريم (تلاحظ ان ابنها جلس ساهما):
يوحنا.. مرقس.. فيه ايه؟؟ فيم تفكر؟
مرقس: هه!! اه.. انا افكر فيما حدث باﻻمس في العرس.. شيئا عجيبا لم استطع فهمه..
سارة: اخبرني، ماذا حصل؟
مريم: فعلا، لقد سمعت من كثيرين عن الخمر التي قدمت في نهاية العرس..
مرقس: اساليني انا يا امي .. لقد كنت ممكن يملأون اﻻقداح للناس المدعوين.. في الحقيقة، لم تكن تلك خمرا!1
مريم وسارة معا: ماذا كانت اذن؟
مرقس (يقف فجاة): لقد كانت ماءا! نعم، كانت ماءا! ﻻ تتعجبوا.. اسمعوا مني الحكاية…
(يستكمل)