مسرحية: ايمان ينقل الجبال

مشهد 1
(يهمس موسى في اذن صديقه الوزير اليهودي يعقوب بن كلس)
موسى: انا.. انا سوف احقق لك احلامك، بالقضاء على الاقباط كلهم. خلاص يا يعقوب.
يعقوب: خلاص انت يا حبيبي. موسى ما هذا ؟ ورقة؟ لعلك تمزح.
موسى: لا، هذه المرة الموضوع جد جدا.
زوجة الوزير: اتكلم. الفضول يقتلنا.
يعقوب: اقرا واسمعنا.
موسى (يقرأ): “فقال لهم يسوع “الحق اقول لكم ان كان لكم ايمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هنا فينتقل”.
(يكرر المقطع الاخير.)
الوزير: هل تفهمين شيئا؟
الزوجة: كلام عجيب جدا. هل يستطيع احد ان ينقل الجبال؟
موسى: وهذا ما سوف نطلبه منهم امام الخليفة المعز.
الوزير: يعني ايه؟
موسى: اما ان ينقلوا الجبال واما ايمانهم يكون باطل.
الوزير: فكرة عبقرية يا موسى.
موسى: يعقوب.. الان اقدر اقول لك شالوم حتى لو كان في ذلك سجني.
الوزير: (ينادي على الحارس الخاص): خذ (يضع في يده وزنة من الذهب).
(يمشي الحارس).
(الوزير ينادي ثانية): هناك فرس ابيض على الباب.. اذهب به واحضر البابا ابرام ابن زرعة..
الوزير: ماذا ستفعل؟
موسى: اعمل المفروض يعمل. سابيد الاقباط من ارض مصر.
+
مشهد 2:
سمعان الخراز (يصلي): يا عذرا، قويني. انا ابنك سمعان.
+
مشهد 3:
قائد الجيوش: كبير كهنة المعبد اليهودي يريد ان يقدم طلبا بالغاء الديانة المسيحية يا مولاي.
(يدخل موسى ومعه الوزير اليهودي): اهلا بكبير كهنة اليهود. اهلا بالوزير يعقوب.
مولاي..
الخليفة: ادخل في الموضوع بدون لف ودوران.
موسى: اللف والدوران اسلوب الاقباط. نقلا عن الانجيل “وقال لهم يسوع ..
الخليفة: ما هذا الكلام؟
موسى: معناه ان المسيحي يقدر ينقل الجبال.
الوزير: ونحن طالبين العدل.. والمعاملة بالمثل.
الخليفة: ماذا تطلب بالتحديد يا موسى؟
موسى: طالبين التنفيذ.
الخليفة : تنفيذ ايه؟
نقل الجبل.
مولاي. لو فعلا الاقباط قدروا نقل الجبل ستكون فرصة ذهبية لنقل هذا الجبل الجاثم على مدينة القاهرة.
مولاي عدم تنفيذ هذا المطلب يدل على ان المسيحية ديانة باطلة.
الخليفة : انا لا افهم كيف وصف اشعياء نبيكم ان الثور والحمار اذكى منكم. ما رايت احدا في مكركم. لوكان هذا الكلام حقيقي موجود في انجيلهم يجب ان نسالهم اولا عن معناه.
الخليفة(ينادي) : يا حارس. استدع شيخ النصارى.
الحارس: انه موجود بالخارج
الوزير: انا ارسلت في طلبه لاني كنت اعرف ان مولاي المعز سيرسل في احضاره.
الخليفة : ائذن له بالدحول.
البابا: السلام لمولاي الخليفة. جئت باقصى سرعة كما طلب الخليفة لعل الامر خيرا.
الخليفة : اجلس يا شيخ الاقباط. اقرا الكلام هنا وقل لنا مصدره ايه؟
البابا: فعلا يا مولاي. (يقرا) فقال لهم لو كان ..
الوزير: لقد اعترف يا مولاي
دي اية في انجيل متى. كلام الكتاب موجود ومعروف من عشرة قرون.
الخليفة : وهل هذا الكلام معناه ان اي مسيحي يمكن ان ينقل الجبل؟ .. اذن المطلوب يا شيخ الاقباط التنفيذ.
تنفيذ ايه؟
الخليفة : الجبل في شرق المدينة.
موسى: هل الطلب صعب؟ الا يوجد واحد في المسيحيين ايمانه مثل حبة الخردل.
البابا: الشعب القبطي ايمانه قوي. لكن يا مولاي؟
الخليفة : لكن ايه؟
البابا: لكن الكتاب يؤخذ كله وحدة واحدة. والعهد القديم يقول “لا تجرب الرب الهك”.
الوزير: ليس انت من سيجربه. لكن اليهود هم من يجربوه.ونصر على طلبنا.
موسى: هذا هو العدل كما تلتزم بكتابنا تلتزمون.
البابا: هذه مكيدة. اخشى ان اقول يا جناب الخليفة ان الوزير يعقوب متواطئ.
موسى: لا هذا اتهام كبير.
الخليفة: ربما يكون هذا حقيقة. لكن العدل سياخذ مجراه.
(يتابع باشارة من يده) : الامر انتهى قضي الامر. نفذ.
الخليفة (ينادي): جوهر . تعال يا قائد الجيوش.
جوهر: امرك يا مولاي.
الخليفة :اكتب هذا المنشور ويعلق الان على اسوار القاهرة.
(انه بمواجهة شيخ الاقباط ابرام ابن زرعة، بما هو مكتوب في كتابهم واعترافه بما فيه ان ايمانهم قادر ان ينقل الجبال. وعليه ان يختار فاما ان ينقل الجبل شرق القاهرة واذا فشل فديانته تكون باطلة وعليه فيجب ان يهاجروا من الديار المصرية او يعتنقوا الديانة الرسمية للبلاد واذا رفضوا هذه الاختيارات فمصيرهم حد السيف).
البابا:ممكن الخليفة يمهلني 3 ايام.
لا نعرف ماذاسيعملوا ؟.. ممكن يعملوا ثورة جديدة.
الخليفة : تاكد اني شايفك كويس قوي يا يعقوب.(يلتفت الى البابا) نظرا لفداحة الطلب اعطيك المهلة التي طلبتها .. 3 ايام.
**
مشهد 5:
(يدخل اثنان، مينا وحنا، ومعهما سمعان وهو بعين واحدة)
مينا: وجدناه في الورشة التي في السوق.
سمعان: حاللني يا سيدنا.
حنا: نعم انت الرجل الذي كلمتني في الورشة قبلما الجنود والبصاصين يقبضوا علي.
مينا: الرجل ده وراه حاجة.
حنا: انتظر يا مينا اترك فرصة لسيدنا يفهم منه.
مينا: يا سمعان انت رجل امين. والعذراء ظهرت لسيدنا ودلته عليك وعلى مكانك. وقالت ان الحل للمشكلة عندك.
سمعان: يا سيدنا انا رجل حقير. هل من المعقول احل مشكلة؟
مينا: الرجل ده عنده حق. مش معقولة حد ز يده هيحل الازمة دي.
حنا: انتظر يا مينا. انت لا تستطيع ان تفهم هذا الرجل.
مينا: ماذا انتظر معقولة دباغ يحل الازمة.
سمعان: انا عامل في ورشة . حاللني اروح اشوف شغلي.
البابا: العذراء ظهرت لي واشارت عليك.
سمعان: ما دام ام النور امرت. انا تحت امر سيدنا والكنيسة كلها. لكن ارجوكم يا اباء . تخفوا امري. لان يا ويلي من مديح الناس في اليوم الاخير.
سمعان (بصوت قوي جاد) يا سيدنا تذهب لسفح الجبل.. وسوف تاخذ معك الاباء والشمامسة وكل الشعب حاملين المجامر والصلبان الطويل وتطلب من الخليفة وحاشيته ان يكونوا عند سفح الجبل.
البابا: هل الحل عند الجبل؟
الله امر ان ينتقل الجبل (بصوت عال مؤثر)
+
مشهد 6
(في بلاط الخليفة)
الخليفة : هل تظن انا ظلمت الاقباط؟
مولاي تسمح لقائد جيوشك الكلام بحرية؟
الخليفة : تفضل تكلم يا امير الجيوش.
مولاي طلبنا من كل واحد ينفذ شريعته واسميناها العدالة العمياء. وانا حذرت مولاي من الاعيب موسى ويعقوب
الخليفة : كان عندك حق. لكن الان شعب مصر كله في خطر.
ننتظر نشوف ماذا ستسفر عنه الاحداث ؟
+
مشهد 7
(صوت خيول تصهل وتخب عند سفح الجبل- صورة له في الخلفية)
كله تمام يا قائد الجيوش.
انتبهوا لان اليوم تاريخي في حياة الامة المصرية.
القوات جاهزة والقوات مستعدة للمعركة.
معركة ايه؟
يعقوب بن كلس يقول انها معركة وستشعل اليوم.
الخليفة : الوزير يعقوب لم يساعدني في حربي ضد بغداد. واليوم يريد ان يساعدني ضد الاقباط العزل. يا لكمن شجاع يا وزير.
اوامر الخليفة واضحة. لو الاقباط فشلوا سيسمح لهم بالهجرةواذا رفضوا لن يجدوا سوى سيوف فرساننا.
امر سيدي القائد
(الخليفة المعز).
الخليفة:هل الاخبار مطمئنة ؟
جوهر: البصاصين يقولون ان الاقباط جاءوا وليس معهم اسلحة ولا ينوون على العنف.
الحارس: لكن ده موكب ضخم.
الخليفة : هذا عهدي باقباط مصر. العنف ليس من طبعهم.
الحارس: الاقباط جاءوا لسفح الجبل وهم يرتلون كيرليسون
(يظهر في الخلفية)
( صورة الجبل مع صوت زلزال كلما يرددون كيرليصون.. يا رب)
يستكمل

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s