في قديم الزمان عاشت اميرة يونانية جميلة تدعى اطلانطا. كانت جميلة بدرجة ان جميع الشبان الذين عرفوها رغبوا في الزواج منها- كذلك كانت مغرمة جدا بالالعاب الاوليمبية وعلى الاخص مسابقات الركض- وقد وضعت شرطا لراغبي الزواج منها ان يفوز عليها في ميدان السباق، وبما ان جمالها اجتذب عددا كبيرا من هؤلاء الشبان فقد اقيمت مباراة لهم وكانوا يخسرون، ورغبة منها في التخلص من امثال هؤلاء مدّعي التفوقفقد وضعت شرطا ان كل من يخسر امامها يقتل. ظنت ان هذا الشرط يبعد الشباب عنها لكنهم جاءوا وركضوا وخسروا وقتلوا.
وفي احد الايام اقبل امير جميل جدا وابدى رغبته في الزواج منها، وانه مستعد ان يتسابق معها. غير انه بعد ان ركضا قليلا، ادرك انها اسرع منها فقد سبقته بمسافة. ولكنه كان ذكيا فانه اذ وجد نفسه متأخرا مد يده في عبّه، واخرج منه تفاحة ذهبية والقاها امام الاميرة. ورأت اطلانطا التفاحة، واعجبت بها جدا، واذ امتلأ صدرها برغبة حيازتها، مالت الى الطريق وتناولتها. وبالطبع اخرّها هذا قليلا، فتمكن الشاب من اللحاق بها، بل وسبقها ايضا. وبعد مدة رأى انها سبقته، فاخرج تفاحة اخرى نظير الاولى، ومرة ثانية مالت واخذتها فتأخرت عنه. ولما اقتربا من الهدف ولاحظ انها تكاد تصل قبله، طرح التفاحة الثالثة عند قدميها، واذ وقفت لتلتقطها، وصل هو الى الهدف وفاز.
والكتاب المقدس كثيرا ما يتكلم عن الحياة كسباق. علينا ان نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع (عب12: 1-2). ولنسعى نحو الغرض لاجل جعالة (مكافأة او مجازاة) دعوة الله العليا في المسيح يسوع. نركض لكي ننال. وعلينا الا نلتفت يسارا او يمينا بل تنظر عينانا امامنا مستقيما، نثبتها على شخص الرب. ولنعلم ان هناك اشياء في العالم يقصد الله ان نتمتع بها، ولكنها يجب الا تشغلنا عن فادينا. (عن كتاب: الطريق الى السماء، القس منسى يوحنا)