الحب المحرر

نقلا بتصرف عن رواية الحب المحرر

لم يدر ماذا يقول. استمر طول النهار يفكر بلقائها، واذ بات اﻻن امامها، وقف مبكما وقلبه يخفق بشدة حتى يكاد يقفز الى حنجرته. بدت انجل دمية من الخزف اﻻبيض. لعل المرمر وصف افضل. فالخزف يتكسر وهي بدت اصلب من ان يصيبها ذلك.. صلبة جدا بحيث المه النظر اليها. كانت عيناها زرقاوين ﻻ يسبر غورهما. فلم يستطع ان يقرا فيهما شيئا. بدت له سورا ومحيطا ﻻ نهاية له، وسماء ليلة ملبدة بالغيوم وشديدة الظلام تمنعه ان يرى يده امام وجهه. فراى فقط ما ارادت له ان يراه.

فكر في نفسه:
يا رب ساحتاج الى مليون سنة حتى اصل الى هذه الفتاة!! اانت متيقن انها هي من عينتها لي زوجة؟
سالها: ما اسمك؟
انجل.
اهو اسمك حقيقة ام بسبب جمال منظرك؟
نادني باي اسم تريد. هذا ﻻ يهم.
اعتقد ان اسم “مارة يناسبك”.
اسم فتاة تعرفها؟
ﻻ. انه يعني “مرة” .
عندئذ تفرست فيه ثم صمتت تماما. وفكرت، اية لعبة هذه؟
ومضى يسال : من اين انت؟
من هنا وهناك.

فابتسم حيال سخريتها.
سألت وقد مالت هي الى اﻻمام: وماذا بشانك انت؟ ما اسمك؟ اانت من مكان على وجه التحديد؟ هل لك زوجة وتخشى ان تفعل ما تريده حقا؟
قال: اسمى مايكل هوشع. واقيم في الجنوب.
سألته: اي نوع من اﻻسماء اسم هوشع؟
هو اسم نبي.
فضحكت: هل تنوي ان تكشف مستقبلي؟
سوف تتزوجين بي، وسوف اخرجك من هنا.
لقد سأمت .. لم يسعفها مزاجها لمسايرته فقالت بحدة: “كاد وقتي ينتهي”.
تبين لمايكل انه افسد القسم اﻻكبر من هذا اللقاء. ماذا توقع؟ ان يدخل الى هنا ويتكلم بصراحة ثم يخرج متأبطا ذراعها؟ وغضب على نفسه لكونه ساذجا الى هذا الحد.
اذ ذاك هب واقفا: امض معي وكوني لي زوجة.
فاطلقت ضحكة فظة: يمكنك ان تطلب واحدة بالبريد.
واقترب نحوها: يمكنني ان اوفر لك حياة جيدة. ﻻ يهمني كيف وصلت الى هنا، ولا اين كنت من قبل. ﻻ اسال عن ماضيك. اريدك انت. على ما انت عليه.
اسمع لقد سمعت هذا من قبل. لقد رأيتني فاغرمت بي وﻻ تستطيع العيش بدوني. كل هذا الهراء!
ﻻ داعي ﻻن تكون هذه حياتك. ماذا تريدين؟
منك انت؟ ﻻ شئ.
من الحياة.
اصابتها كابة. عم كان يتكلم؟ شعرت بان اسئلته هاجمتها بعنف، ودافعت عن نفسها بابتسامة باردة. ثم مدت يدها واستعرضت غرفتها: عندي هنا كل شئ. كل ما احتاج اليه.
فقال ساخرا: نعم، لديك سقف وطعام وثياب انيقة.
قالت باقتضاب: وشغل. اوه، ﻻ تنس شغلي. انا بارعة فيه حقا.
انت تكرهينه.
توجهت نحو النافذة، حيث اطبقت عينيها وجاهدت ﻻحراز السيطرة، متظاهرة بانها تنظر خارجا. ما خطبها هذه الليلة؟ ما شان هذا الرجل؟ كانت تفضل الخدر عن جيشان العاطفة . اﻻل كان عذابت الرجاء كان عدوا. وهذا الرجل كان شوكة في خاصرتها.
لحق بها مايكل. وربت على كتفها: انك ﻻ تعرفين شيئا عني.
كل رجل يعتقد انه مختلف عن سابقه. يحب ان يحسب نفسه افضل. تعال الى هنا فاريك الى اي مدى انت مثلهم. ام تخشى ان اكون على حق؟
لست اقول اني افضل بتاتا بل اريد المزيد.
مثل..؟
اريد منك كل شئ. اريد حتى ما ﻻ تعرفين مجرد معرفة انه لديك وان عليك اعطائه.

روابط ذات صلة:

الحب المحرر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s