
+*+
توقعت انجل ان تشعر باﻻرتياح لغياب مايكل، غير ان ذلك لم يحصل. بل عم فراغ داخلي جعلها تشعر بانها تنجرف في فضاء خاو.
وقف مايكل يراقبها. لم تشعر بوجوده. رجعت بعد حين الى الكوخ متثاقلة. ما لو كان غير مرئي. لقد كانت مكتنفة بشقائها وافكارها السوداء اعمتها عن رؤية كل شئ اخر.. وﻻ سيما هو.
حين عادت وجدته يشعل نارا. اقتربت منه وقالت بشغف:
“علمني”
ماذا؟”
“اريد ان اتعلم كيف اقدح نارا”.
بعد عدة محاوﻻت منها اخفقت. وضعت قبضتيها على عينيها شاتمة جهرا.
مسّ مايكل شعرها بيده فاحس اجفالها. لقد سئمت هدوءه كما كرهت كفاءته. وارادت تدمير كليهما، وليس بيدها اﻻ سلاح واحد تحسن استخدامه.
قالت وهي تقعد: “اعتقد انن في كتفي وجع. هلا تمسجهما لي؟”
فعل مايكل ما طلبت فبدد تشنج عضلها، فيما ضاعف تشنج عضله. وقالت بلهجة مثيرة:
“ما احسن ذلك اﻻحساس”.
راح يفكر باكتئاب “هكذ اذا. تصورت! انها لم تستطع اشعال النار في الموقد، فلذلك ابتغت ان تضرم اخرى في داخلي”. فانكفأ متراجعا.
عندما ادار وجهه، كانت انجل مستعدة، فهي تعرف كيف تقوم بدورها، وتعلم كل الكلمات. كلمات رقيقة فاترة.. كلمات محسوبة لتمزق قلبه.. لتشعره ان رفضه اذاها. لتبعث فيه الشعور بالذنب مع دمه الحران.
راقبته يغادر.
مضى اكثر من ساعة ومايكل لم يرجع.
لما انفتح الباب وراءها اخيرا. كان شعره اﻻسود مبللا. فافترضت انه استحم في الجدول البارد جدا. واحست وخزة شعور بالذنب وشك. وبينما جال في انحاء الكوخ متململا، ظلت تسرح شعرها باصابعها منتبهة الى كل حركة من حركاته.
“اعتقد انني تذوقت ما كانت عليه حياتك”.
رمقته بنظرة مفاجئة: “ماذا تعني؟”
كان هوشع نبي طلب اليه الله ان يتزوج بمومس”.
“هل طلب الله منك ان تتزوج بي؟”
“نعم قال لي”.
ازداد هزؤها “ايكلمك شخصيا؟”
انه يكلم كل انسان شخصيا. انما معظم الناس ﻻ يكلفون انفسهم اﻻصغاء اليه”.
اسفة لمقاطعتك. كنت تحكي لي قصة نبي. ماذا جرى تاليا؟ هل تزوج النبي بالمومس؟
نعم”.
وتابع:
“اتصور انه كان لديه سبب وجيه”.
فكرت انجل، لعله السبب الذي دفعه هو بالزواج بها. فسالت:
“ولكن هل تمكن هوشع هذا من استئصال الخطية من زوجته؟ اعتقد انها انحنت على قدميه وقبلتهما ﻻنه انقذ روحها”.
“ﻻ. بل رجعت الى البعاء”
وكان ينبغي له ان يصغي الى الرب ويرجع اليها. كان ينبغي ان يسحبها خارجا من هناك مهما رفست وزعقت.
“اذا ﻻزمت النبي بعد ذلك؟”
ﻻ بل غادرته حتى” انه ولدت اوﻻدا من سواه”.
احست انجل ثقلا على صدرها وتهكمت “واخيرا رجمها بالحجارة وارسلها الى حيث تنتمي؟”
لم يجبها.
“ما مقصدك؟”
“انجل، سيكون عليك ذات يوم ان تتخذي قرارك”.