
كانت السماء صافية جدا. نجوم في كل مكان وقمر كبير جدا بحيث بدا كعين فضية مفردة تحدق الى اﻻسفل. وقف مايكل امام انجل ومسها برفق وقال “انا احبك.. احبك..”.
بفتور اجابت: “هل تدري كم مرة سمعت هذه الكلمة من قبل؟”.
“لكن يا مارة..”.
قاطعته “ليس اسمي مارة. انه انجل”.
“لا ليس هو ذلك. ثم انني سانايك باي اسم اراه. مارة، تعني من مررتها الحياة..”.
“اسمع يا مايكل، لو علمت نصف ما فعلت، لصرفتني الى براديس باقصى سرعة”.
“هيا تكلمي. جربيني. احكي وانظري ان كان يحدث فرقا”.
صعقت بهذه الفكرة. الذكريات المروعة. استطاع مايكل ان يرى شحوب وجهها في ضوء القمر. لم يدري بم كانت تفكر اﻻ ان علم ان ماضيها يعذبها.
“يا ليتني استطيع فتح ذهنك والغوص معك في اعماقه لكنا قد دحرنا الظلمة معا”.
وانكمش على نفسه “يا الهي كيف انقذها؟”.
باتت انجل على يقين بانها لو وضعت يدها على قلبها لعادت مضرجتين بالدماء. نظرت مدهوشة. بدا لها انها في برية مع هذا الرجل. وهى متلهفة الى معلم يرشدها الطريق. كانت في صراع. هل تخبره .. هل تقول الحقيقة والحقيقة سوف تحررها من ماضيها اﻻسود ومن ضميرها المثقل. وارادت ان تبكي، لكنها وجدت ان الدموع جفت من ماقيها. لقد حيرها هوشع و اربكها ..
“اما زلت تريدين ان تموتي؟”.
“ﻻ. ولكني ﻻ اعرف لماذا اريد العيش؟”. وادارت راسها نحوه وقالت:
“ربما كان لك دخل في اﻻمر. لست اعرف!”.
امسك بيدها فتشنج عضلها لكنه لم يفلتها. بدلا من ذلك مرر اصابعه برفق على راحتها حتى غطت يده يدها وقال “نحن في هذا معا”.
“ﻻ افهم”.
“امهليني”. ادار مايكل خاتم الذهب في اصبعها. لقد كانت زوجته. ان كانت ﻻ تعرف الفرق بين ممارسة الجنس واقامة علاقة الحب فسيكون عليه ان يبين لها ذلك. راقبته يتأمل الخاتم في اصبعها.
“اتريد ان تسترده؟”.
“كﻻ! اﻻمر انني.. ”. وشبك اصابعه في اصابعها.
“مايكل، ان ما اعرفه عن الزواج ليس مشجعا”.
“قد يكون”. وقبل يدها “انما اؤمن بان الزواج عهد”.
وجاءها صوت في داخلها “فكري في مالك الذي تودين استرداده. فكري في براديس. ﻻ تفكري في هذا الرجل. لقد تعودت ان تغلقي ذهنك .. ﻻ تفكري. ﻻ تشعري. ادي دورك فحسب. فهو لن يلاحظ ابدا.
غير ان مايكل لم يكن كباقي الرجال. وقد ﻻحظ ذلك فعلا. لقد اوصلته الى عتبات النعيم وصفقت اﻻبواب بوجهه.
“لماذا تصديني. اريد ان اقترب منك”.
فضحكت “ما مقدار القرب الذي تريده؟”.
فكر، لماذا كان عليه ان يتطفل ويتدخل في افكارها فما برح يشوش مشاعرها.
“اريد ان احبك. ان اصير جزءا منك وانت مني”.
“بهذه الطريقة”.
“بكل طريقة”.
“ﻻ”.
“بل نعم. انه ﻻ يعني ما قد تعلمتيه. هو بركة”.
فكرت، كيف يعقل ان يعتقد ذلك. ﻻ ارى سوى انه قذرا وتافها! عند ذلك تعاظم الصوت القاتم داخلها: اهربي منه. انقذي نفسك، واهربي!