صاح اتريتيس: العزيزة ازميرالدا! كم هو سار مجيئك! وفتح ذراعيه.
وعانقته وقالت: حمدا لله، ان التقيك. اشعر انه تدبير الهي.
توتر اتريتيس بعاطفة لم يكد يستطيع السيطرة عليها ثم قال باهتمام: “اﻻن ستموتين من اجل ذلك يا ازميرالدا؟”.
“ان لم يكن لدينا ما يستحق ان نموت من اجله يا اتريتس، فليس لدينا ما يستحق ان نعيش ﻻجله”.
ساوره حزن مفجع ازاء اصرارها، ظل محدقا اليها في صمت.
قاطعته بقولها: “ان كثيرون اذ احسوا بثقل الخطية الرهيب سعوا الى الخلاص منها بطرق بشرية. واذ اعتقدوا ان السبب يكمن في اﻻغراءات بالعالم انسحبوا منه ليعيشوا في مغائر وكهوف بالجبال او داخل اسوار اﻻديرة. ومارسوا كل انواع الحرمان الجسدي، في سياحات طويلة او باﻻصوام والصلوات المتواصلة واعتقدوا انهم بهذا يرضون الله. لكن على الرغم من مجهوداتهم واخلاصهم فيما فعلوه اﻻ انهم لم يشعروا بالراحة وﻻزالوا يخشون الموت ويطيقون للعودة للعيش بالعالم للتمتع بمسراته. واكتشفوا ان الخلاص بالقوة الذاتية مستحيل”.
“ماذا تقصدين؟”.
انني اقدمت على الموت. ﻻنني اؤمن انني لو تخليت عما ﻻ استطيع ان احتفظ به، فسأنال ما ﻻ يمكن اﻻ اخسره ابدا”.
تتكلمين بالغاز. فسري!
ما اتخلى عنه هو الحياة اﻻرضية وهي ستنتهي يوما. ما من احد يستطيع ان يحتفظ بها. اما الحياة اﻻبدية فلا اتحمل خسارتها. كما انه لا تقدر قوة في الوجود ان تسلبها مني. ارايت؟ صفقة رابحة بلا شك لو امنت كما اؤمن!
ماذا يعني ايمناك؟ شخص مات صلوبا مهانا؟
لقد مات يسوع عوضا عن اﻻشرار. الانجيل يعلن بوضوح المسيح مات ﻻجل خطايانا مقدما خلاصا كاملا وتاما . اعمالنا ﻻ يمكن ان تخلصنا. ليس طقس السوتيا الذي يمارسه البرابرة، وﻻ اي عمل بطولي يقوم به روماني.. كما ﻻ تفيد ممارسات الغنوسية التقشفية.. ما من عمل ينفع من اي نوع. الله ليس هو اﻻله مولوك الذي كان الكنعانيون والفينيقيون اطفالهم الي نيرانه المتقدة كمحرقات للترضية. الهنا صالح محسن ومحب ورحيم. لقد قال يسوع “من يقبل الي ﻻ اخرجه خارجا”.
ورات ازميرالدا صراعه الداخلي: ما الذي جاء بك الى هنا؟
فابتسم ابتسامة صفراء كئيبة وقال: لقد حلمت حلما، وها انا قد حققته.
انت تسعى الى اللاشئ.
كلا. بل يتحقق . لقد بدا ليلة ان جئت اليك في تلال روما العظيمة. وها انت وانا معا.
احست بتهربه. فصلت الى الله ان يعطيها ما تقوله. ان يعطيها كلاما بحسب الحاجة. ثم قالت كلاما وهي واهنة بسبب طول اﻻحتجاز وقلة الطعام ورداءته ﻻيام طويلة: اقعد معي وساخبرك.
اينما يكتب بولس للمؤمنين الذين سعوا باعمالهم للخلاص “ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كانكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض: ﻻ تمس وﻻ تذق وﻻ تجس. التي هي جميعها للفناء في اﻻستعمال حسسب تعاليم ووصايا الناس”.
ولماذا يفعل الناس ذلك؟
يخبرنا الرسول عن السبب: “لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد وليس لها اية قيمة باشباع البشرية”. الله ليس هكذا ولم يكن هكذا قط يوما. ما يصوره هقل الناس الواهم و ما يجعلهم يسلكون هذا المسلك الضال. انه يعلن اﻻخبار السارة “الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم”. ان رسالة اﻻنجيل بسيطة. ما يفعله الله الكلي القدرة والصلاح في مقابل ما يمكن ان نفعله نحن بضعفنا ورداءة ارادتنا المنحرفة الساقطة.
انت تقولين “انني يجب ان اؤمن باهمية ما عمله المسيح للخلاص”. حسنا ما اهمية المعمودية التي حدثتني عنها من قبل؟ ﻻ اؤمن بضرورتها الخلاص. واﻻ لما اقول الرسول “المسيح لم يرسلني ﻻعمد بل ﻻبشر”. وهل تعتقد ان بولس يبشر ويترك عمله الرعوي غير كامل لو ان المعمودية كانت ضرورية للخلاص؟ افترض متحوﻻ مات قبل ان يجد من يعمده. ما حاله؟
مست ازميرالدا يده. اكمل. اخبرني بحلمك.
اسند ضهره الى الجدار الحجري في الزنزانة وتابع بتهالك وقد تهدج صوته: كنت ارى في حلمي انني امشي وسط ظلمة ثقيلة جدا. لقد بهرني منحوتات ارطاميس في اﻻكروبول. اﻻ انني شعرت بضيق وثقل رهيب يضغط صدري.
اغمضت ازميرالدا عينيها وطاطات راسها وصلت طالبة من الرب ان يرشدها. ثم رفعت راسها من جديد وقالت:
“دعني اجيب عن اسئلتك. ربما تكتشف ما سر انقباضك وكابتك”.
فقال بكابة: ربما!
تابعت تقول: تذكر، اللص اليمين لم يتعمد. ولو كان هناك استثناءا واحد فهذا يكفي ﻻن المسيح اجابه “اليوم تكون معي في الفردوس. انك تجيب حين تسأل قبل المعمودية “من اعطاك اﻻسم الجديد؟ فترد: “اﻻشبين اعطاني اﻻسم، ﻻني اصبحت عضوا في جسد المسبح ووريث للملكوت السمائي وابنا لله بالمعمودية”. “من امن واعتمد خلص، ومن ﻻ يؤمن يدن. ان المعمودية مهمة و يسبقها اﻻيمان. انها رمز لشيئين: 1- غسل خطايانا 2- الموت مع المسيح والقيامة معه ضروريان جدا للخلاص.
اذا ما هو الضروري؟
ﻻحظ ان الله ﻻ يقل لك كن ولدا طيبا او رجلا صالحا ومطيعا فساخذك للسماء وان فشلت فلا مكان لك عندي. لكنه يقول كن ولدا طيبا او رجلا صالحا ومطيعا على قدر ما تستطيع. وان فشلت فالجأ اليّ. ستجد مكانا حتما لديّ،. فمن يقبل الي ﻻ اخرجه خارجا.
لكن الكثير من العقائد المسيحية صعبة؟
ليس تماما. ﻻحظ ان يسوع يقول “امن”. ولم يقل لك “حاول ان تؤمن”. مما يدل على ان اﻻيمان اسهل من عدمه.
احنى راسه وقال: لست انا من يشكو الشك. الناس!”. واستدرك خطاه فقال “كثير منهم على اﻻقل”.
تنهدت وقالت: انت تشكو من ذلك. واعلم ان الناس قد يقولون مثلا ما معنى تصوير الله غاضب فيتالم المسيح ويموت موتا شنيعا. لماذا يتالم برئ بدﻻ من مذنب ؟ وكيف يحد الله في الجسد؟.. وغيرها الكثير.. المسيحية تدعوك الى التفكير. الله ﻻ يحب الكسالى. اليس كذلك؟
فرفع يده ملوحا بقبضة وقال: نعم. ما من احد يحب الكسل.
سحبت ازميرالدا نفسا على مهل وتابعت: بالفعل الله ﻻ يحب خاملي العقل مثلما ﻻ يحب الخمول البدني. فان تصبح مسيحيا انت تقدم على شئ سياخذ منك تفكيرا كثيرا، سيأخذ عقلك وكل شئ اخر. كيانك كله. لذا فانا احذرك. لكن مع ذلك ولحسن الحذر ان ذلك يعود بالنفع جدا بطريقة او باﻻخرى. مؤكد انك ستلحظ تغيرا للافضل في مجاﻻت اخرى من حياتك. اي شخص يحاول ان يصير مسيحيا بامانة سيلحظ ان طريقة تفكيره تغيرت للافضل، وقد اصبح حاد الذكاء
ضحك ساخرا:. يا لها من منفعة!
استطردت: احد اﻻسباب ان المسيحية ﻻ تحتاج مستوى تعليميا معين انها بذاتها تعليم. وهذا جعل من شخص عامي كيوحنا بنيان يؤلف كتابا اذهل العالم حتى اﻻن “سياحة المسيحي”.
نهض اتريتيس وهو يرتجف وتمتم: “غير الزمني غير المحوي..” عبارة قد سمعها في احد الليتورجيات عندما دعاه صديقه يوما .. غير الزمني.. الله فوق الزمن”.
وراح يذرع الغرفة ذهابا ومجيئا. واذ رات ازميرالدا اضطرابه وقلقه. قالت متحيرة اﻻ تقدم الجواب المناسب:
“هذا هو الشرح لذلك. دعني اقول فكرة. الزمن ياتي الينا لحظة بلحظة. لحظة تلي اﻻخرى. لحظة ﻻ تاتي اﻻ بعد ان تعبر اللحظة التي تسبقها اي تتلاشى. وﻻ مكان اﻻ للحظة واحدة بعينها. اي ﻻ يمكنك ان تنضم لحظتين معا. هذه الفكرة بداها اللاهوتيون فيما بعد اخذها الفلاسفة عنهم. واخيرا العلماء يعتقدون ان الزمن يمضي هكذا. هناك اشياء فوق الزمن. بالطبع الله فوق الزمن.
مفعما بالعزيمة والرغبة الصادقة في الفهم. لكنها كانت عزيمة مختلطة بالياس، قال اتريتيس: هذا كلام صعب.
“اعرف. سوف اشرح اﻻمر هكذا. افترض انك تؤلف قصة او تكتب رواية. لقد قرأت بالفعل رواية مؤلفها اعتمد على تقنية السرد كما ساحكيها.
ما اسم الرواية؟
يوميات مختار. كتبها احد رهبان البرية الشرقية. وقد استعمل اسم مختار كاسم دﻻلي للتدليل علي كل المؤمنين كمختارين من قبل الله.. على اية حال، افترض انني كتبت التالي:
“وضعت ماري القلم وللحال سمعت قرعا على الباب.. “. الزمن يا اتريتيس ﻻ يوجد اﻻ في الرواية. بينما انا ارى كل الزمن. اي ﻻ توجد حدود زمنية فاصلة.
فتصلب ونظر اليها في قنوط: هذا اﻻيضاح ﻻ يفي بالغرض.
“حسنا. الله ﻻ يعدو بالزمن مثلما يفعل الراوي في روايته. لديه اﻻبدية بكاملها لينصت الى صلاة كل واحد من مليارات البشر. لديه زمن ﻻ نهائي ليتعامل مع كل واحد من البشر. هذا ما دفع اغسطين ليقول – وان كنت ﻻ اعرف تماما كيف اختبر هذه الحقيقة!
ماذا قال؟
لقد صلى متأملا: اراك يا الهي تتطلع الي دائما وكاني وحدي موضوع حبك. تسهر علي وكانك نسيت الخليقة كلها.
“وما علاقة “فوق الزمن” بحديثك عن خلاص المسيح لنا بالصليب؟”.
“اﻻمر يسير هكذا. حينما مات المسيح، فعل ذلك وكانك الملوق الوحيد. وهذا دفع اغسطين ليقول ايضا: لو لم يكن في الكون سواي لكان المسيح قد جاء وافتداني ايضا”.
فامسك بذراعها وقال: انك تضيعين وقتك. ما الزمن اﻻ ساعة رملية. يوما ستنتهي حبات الرمل من مخروطها.
“لكن ﻻ تنس انك تقلبها على مخروطها المقابل. وهكذا يبدا يوم جديد بعد انتهاء سابقه”.
واطلقت ضحكة متبسمة، فقد وجدتها فرصة ان تحدثه عن يوم اﻻبدية الذي ﻻ ينتهي. فتقدمت اليه ومست يده برفق وقالت:
“لو اعتبرت ان الزمن يقطر كما تقطر ذرات الرمل في ساعة رملية. او لو تخيلت خطا مستقيما مرسوم على صفحة ونحن نسافر عبرها فلكي تنتقل من النقطة ا الى ب يجب ان تترك ا اوﻻ، ولا يمكنك ان تنتقل الى نقطة ج ان لم تترك ب وهكذا. اما الله فهو خارج الورقة ليرى الخط المستقيم المرسوم كله. لديه سنة 200 مثل سنة 250م مثل وقتنا اﻻن 289م. فهو الحياة ذاتها”.
اطلق اتريتيس ضكة مفعمة بالسخرية: و هل هذا ينطبق على حياة يسوع على اﻻرض؟ وما فعله هل من جانب ﻻهوته ام انسانيته؟
ونظر اليها في غل: انت تريدين ان تصلي الى اللا محدودية؟ هذا عبث!
“قلت لك يا اتريتيس. حياة يسوع على اﻻرض كانت مجرد فترة في حياته ووجوده السرمدي. فهو له وجود قبلها وكذلك بعدها. ﻻن الله خارج اطار الزمن كما راينا. واذا نظرنا اليها كالخط المستقيم المرسوم على الورقة يكون قد اختبر خلالها الضعف والنوم وحتى النمو الجسدي واﻻدراكي. هذه فترة محددة من تاريخ حياته لكننا نتخيل انها فترة في وجود الله اي في تاريخ حياته. لكن الله ليس له تاريخ يبقى فوق التاريخ”.
فامسك بذراعها وقال: وهل كان يعرف انك تاتين اليوم الى زنزانتي؟”.
افلتت ذراعها وقالت برقة: “الله له سبق المعرفة. وهذا جعل الكثيرون يسالون ان كان الله يعرف ما سافعله، فكيف يكون لدي حرية ارادة؟”. وتابعت بتصميم “قلت لك. الله ليس لديه امس واليوم، لديه فقط “اﻻن”. امس هو عندك، في مجال نظرتك انت فقط. امس يختلف عن اليوم في نظرنا. لكن عند الله ليس كذلك. لذلك نجد ان ازمنة النبوات تختلف فيها اﻻفعال ، فوجدنا الفعل الماضي يستخدم على الحاضر والمستقبل وبالتباديل والتوافيق. اي العكس بالعكس.
“ان كان اﻻمر هكذا. فما دورنا نحن في الخلاص؟”.
“بالطبع كما اخبرتك. ان كان الخلاص باﻻعمال فليس اﻻيمان بعد شيئا. فالمسيح اذن مات بلا سبب”.
“لكن لماذا يقول الرسول: ايمان بدون اعمال ميت؟”.
“بالفعل انه كالشجرة. شجرة ميتة ﻻ تثمر وايمان بدون اعمال هو ايمان ميت. لكن المسيحيون ﻻ يعملون لكي يخلصوا، ولكنهم يعملون لانهم خلصوا، نالوا الخلاص بعمل المسيح الذي اكمله على الصليب اذ قال “قد اكمل”. “بقربان واحد اكمل الى اﻻبد المقدسين”.
ارتجفت يده وقال وهو يرقب رد فعلها بحذر: ليرحمني الله! لقد كرهت حياتي. كرهت الناس. حتى انني اكرهك وها انا اشعر بمرارة ذلك بفمي. سأمت سفسطة ولغو ﻻ نهاية له.
“اعذرني. دعني اطرح الفكرة بطريقة ثانية حتى اكون منصفة”.
“ﻻ طريقة ثانية وﻻ ثالثة. قلت، ﻻ اهمية للاعمال. ودللت ببطلان كل الممارسات التي يحاول الناس الوصول بها لله بدون المسيح واﻻيمان به. وانا اؤمن بهذا، ﻻن يسوع قال مرة “ﻻ احد ياتي الى اﻻب الا بي”. لكني مع ذلك ارى الكتاب المقدس ملئ بالشواهد التي تحض على العمل والعمل والعمل. وابسطها “الله سيجازي كل واحد حسب عمله”.
“وماذا لو كان احدهم عاجزا عن اﻻعمال؟ وماذا لو تقدم بك العمر ووجدت نفسك واهنا وغير قادر على انجاز اي شئ؟”.
“ساتخذ لي شفيعا وسيطا من الملائكة.. انهم حلقات وصل بنا واﻻلوهة”.
“هذا ما تعلمه الغنوسية. لقد تركت الخلاص باﻻعمال اتجهت الى الخلاص بالمعرفة. تفكير اثيني بحت”.
لمست ازميرالدا في كلماتها السابقة مخرجا وﻻحظت انه بدا يقتنع ببايمانها فتابعت بحماسة زائدة:
“حسنا بالتامل تعرف ان ما ينشره السفسطائيين هو بدع “عبادة الملائكة” يقول عنها الرسول “ﻻ يخسركم احد الجعالة راغبا في التواضع وعبادة الملائكة..”. يربط الرسول بين التواضع لعبادة الملائكة. فهؤﻻء فاسدي الذهن اعتبروا انفسهم غير مستحقين ان يتجهوا الى الله عن طريق وحيد اخبرنا به يسوع اﻻ وهو شخصه المبارك وراحوا يلجاون الى وسطاء من الملائكة. ولكن هذا التواضع هو عين الكبرياء لذلك تجد الكلمات التالية للرسول جاءت باسى بالغ عن الغنوسي “منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي”. ارايت كيف يقود شئ الى نقيضه؟”.
“اذا فاﻻعمال الوارد ذكرها في الكتاب باطلة اذ لم تقوم على اساس اﻻيمان؟”.
“تماما. هذه نقطة. اﻻيمان هو اﻻساس ، ولا قيام لاي بناء دون اساس. اذن تتفق معي في هذه النقطة على اﻻقل. عن اهمية اﻻعمال ؟”.
صمت للحظات. ثم قال في اعتراف: “ارى انك بدات تقنعيني”.
تابعت: يقول الرسول “فلينظر كل واحد كيف سيكون عمله. ان احترق عمل احد فسيخسر..”.
ابتسم.
“ماذا؟ اﻻ تدل على اهمية الاعمال قوله “سيخسر..”؟”
“ولكنه يقول بعدها مباشرة “اما هو فسيخلص”.
ابتسمت ازميرالدا ايضا. فقد مست ذهنا متقدا وقالت في تهرب: “فلننح جانبا هذا القول ونعود اليه ﻻحقا. كنت اقول ان اﻻعمال التي يقصدها الرسول حين قاوم اﻻعتقاد بالخلاص نتيجة اﻻعمال، انها بدون اساس اﻻيمان بما اكمله يسوع عنا. واضيف نقطة اخرى وحاسمة ، الاعمال التي هي مجرد ممارسات شكلية، اي اعمال الناموس التي كانت رمزا لحياتنا الجديدة في المسيح. ﻻحظ معي ان الشريعة قديما. كانت ناموسا ادبيا وناموسا طقسيا. اثنين متباينين على اﻻقل وليس ناموسا واحدا. الناموس الطبيعي ﻻ يمكن ان يختلف عليه اثنان. وحتى الشعوب الذين ليس لهم ناموس حفر الله على قلوبهم ناموسه”.
(يستكمل)