شخصيات عظيمة: سبيرو جبور

مؤلفاته ما زالت تردد لنا اصداء قلبه وعقله، ما يختلج في قلبه وما يموج به عقله. كتاباته ستظل نور سبيل لكثير من الحيارى والتائهين.
عرفته من خلال كتابه (فادي وذيسبينا، رواية اجتماعية).
ناقش فيها موضوعات الزواج والاسرة وتربية النشء وامور ثقافية ووطنية ايضا.. كل هذا في اطار رواية شيقة واسلوب حواري راق بليغ.

هذه الصورة لابونا اسبيرو جبور بصنين.
(قبل انتقاله الى السماء بأشهر قليلة )
كان يختلي لبعض الوقت في الغروب على إرتفاع 1800م وكان كتير سعيد لأنه على ارتفاع عالي. وهو الان في مكان عال ومنزلة رفيعة.

كان الشماس الأب اسبيرو ينجذب ويجذب الى نسمات الانجيل المقدس النقية ،ذاك الشماس البار أطلق العنان لموهبته الالهية التألفية والتعليمية وكتب ما يقارب ٨٠ كتاب واكثر وغير ذلك من المقالات والدراسات والعظات والنشرات ،وهما بالمناسبة يمكن للمرء ان يلاحظ براعة الشماس الملوكي اسبيرو باستخدامه الاسلوب الابائي والكتابي.
قد تتلمذ على يده ابرز معلمي الكنيسة الانطاكيا المقدسة من العلمانيين والعلمانيات والكهنة والشمامسة والمطارنة والرهبان والراهبات.
واستطاع بمحبته الابوية وبغيرته الرسولية ان يغيّر الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانت تسود في وسط المؤمنين .
حاول الشماس اسبيرو جبور المعترف والمبشر بالحق من خلال مؤلفاته وكتبه وعظاته واقواله ان يقود البشر المتعبين من شدة الخطايا الى الدرب الالهي وان يجعلهم مواطني السماء معلنا لهم بهاء وجمال وحسن المحبة الالهية وكمالها..
من خلاله تعرفنا على مكسموس المعترف والدمشقي وسمعان اللاهوتي الجديد وافرام السوري ومارون الانطاكي الارثوذكسي وغيرهم وغيرهم .
اذ انك كنت ترى من خلال مجالسته باسيليوس الكبير و الذهبي الفم الالهي، وكأنهم يتكلمون معك، اذ تظهر غيرته ومحبته الشديدة لكنيسة المسيح ولكلمته الالهية وحنانه وعطفه الابوي .
هذا العملاق المتقدس يكفيك بانه كان انسان مصلي حار مجاهد حقيقي ناسك حقيقي ،راهب ملتزم .لا يتعب فكره ولا قلبه متقيظ دائما شعلة متقدة لا تنطفىء ينبوع لا يجف ولا يضمحل صاحب ذاكرة قوية وحية ومشعة
ماذا ادعوك أبت الحبيب
راهبا، ناسكا،عالما، كاتبا، معلما، خادما، رسولا، معترفا، معلما، أبا، كبيرا، متواضعا ، محبا، جليلا، منارة،ميناء، شراعا،شجاعأ، مقداما،
فلك من كل قلبي وافئدتي وادعيتي وصلواتي وابتهالاتي ومحبتي
بان يمدك الله العلي المبارك اسمه بكل قداسة واستنارة
وان تنعم علينا من فوق بما يسكبه الرب يسوع عليك من اشعاعات نور بان تزدونا بالزاد الالهي وتنرنا بصلاتك وبقربك من ربنا والهنا ومخلصنا وبحبك ليسوع الحبيب الاوحد حتى ننادي ونتهف مثلك ونقول: يا يسوعي الحبيب ارحمنا وخلصنا ،آمين
اعلان قداسته في الكرسي الانطاكي قريبا ( مع انه هو قديس معترف وبار في ضمائر كل الذين يعرفونه والذين لا يعرفونه)

موضوعات ذات صلة:

فادي وذيسبينا، رواية اجتماعية

عظماء العالم: فيروز

قالوا عنها:

فيروز شجرة أرز شامخة يحتضننا ظلها، إبتسامة تشع أملاً في عتمة هذا الزمن البخيل بالفرح، فيروز هي من تختار ضيوفها وليس العكس، من يدق بابها لابد أن يستحق طلتها (زارها الرئيس ماكرون في منزلها ومنحها وسام جوقة الشرف الفرنسي)، أحبك يافيروز ياوطن العرب الغنائي ، على شاطئ حنجرتها نلملم جراحنا ونضعها جانباً لكي نغفو في حلم يهدهد الروح ويرتق نسيجها الممزق ويضمد الجرح النازف ، قبلة على جبينك الوضاء ياجارة القمر.
ماذا ستقولون عن فيروز أصدقائي؟، وقعوا في أوتوجراف محبتها (د. خالد منتصر).

فيروز :ناطورة مفاتيح القلب صوتها يحمل همومنا وفرحنا نحن الناس البسطاء العاديين بصوت فيروز يبدأ نهار كل بيوت الشام العتيقة ليعلن لنا أننا مازلنا على قيد الحياة
يصدح صوتها كل يوم وتعني كروم العنب وتفاح الجبل وياسمين الشام ينقل لنا صوت الموج تغني بلغتنا البسيطة ليدخل صوتها لأرواحنا ويرتقي بنا نحو السماء.

هى قطعه فيروز فريدة فى نوعها ..قيمتها لا تقدر بثمن ولا يگفيها فى الوصف حروف الكلام ..⁦♥️⁩🎼🎶🎷🥰..موهبة ربانية غمرت القلوب بتفانيها واحترامها لموهبتها ..وكان منصور لها سندا وحماها بمظلة الرحباني فازدهرت وسكنت القلوب ..

حينما كنت أشعر بالألم والضيق كنت أهرول على أغنية لفيروز وبعد سماع 5 دقائق فقط منها أشعر وكأننى أصبحت خارج الزمان والمكان وذهبت لزمان ومكان آخر ..

رفضت ان تترك بلادها في أحلك الظروف برغم كل الإغراءات لتقبل الانتقال الي اجمل الاماكن وتنعم فيها بحياة مرفهة بعيدا عن المشكلات ..كانت الحرب الأهلية تشتعل في لبنان في كل مكان بين الفصائل المتناحرة وكان موقع بيتها وحده بمأمن من اي هجوم ،فلم يكن اي لبناني من اي فصيل ليستطيع ان يتحمل جرم المساس بهذا الكنز الثمين الذي لا نظير له ..
سيدة شجر الأرز والجبل ولبنان ..لك السلام 💝💖❤

إجمع العرب ولاول مرة على عشق صوت فيروز ..على الصباح الذي لا تشرق شمسة الا بصوتها الملائكي ..دمتي سالمة يا صاحبة الصوت الشجي .

الكسندر فلمنج

قصص لها معني
ما يزرعه الانسان اياه يحصد
كان في أحد الأيّام فلاّح فقير يعمل في حقله عندما تناهى إلى أسماعه صوت طفل يبكي ويصرخ طالبًا المساعدة.
ترك أدواته وعمله على الفور وهرع بأقصى سرعة باتّجاه الصوت.
فإذا به يرى طفلاً صغيرًا يرتجف من الخوف والرعب، غارقًا حتّى وسطه في حفرة عميقة موحلة، يتخبّط داخلها محاولاً الخروج منها دون جدوى.
لم يتردّد الفلاّح لحظة عن مساعدة الطفل، وبعد جهد كبير، تمكّن من إخراجه من الحفرة وإنقاذه من موت محتّم كان سيصيبه، على الأقل نتيجة ذعره الشديد.
وفي اليوم التالي، توقّفت عربة فخمة يقودها حصانان أمام حقل المزارع الفقير، وإذا برجل من طبقة النبلاء يقترب إليه مقدّمًا نفسه على أنّه والد الطفل الذي أنقذ الفلاّح حياته بالأمس.

  • أريد أن أكافئك على عملك وإنقاذك لطفلي، فاطلب ما شئت من المال وسأقدّمه لك.
  • لا أبدًا لن أقبل أيّ مال…
    في تلك اللحظة بالذات خرج طفل صغير بثياب رثّة من الكوخ الفقير الذي كان في الحقل… كان ابن الفلاّح.
  • هل هذا هو ابنك؟
  • نعم. أجاب الفلاّح بابتسامة فخورة.
  • حسنًا إذًا، سنعقد اتّفاقيّة فيما بيننا. اسمح لي أن أساعد طفلك في تعليمه، كما ساعدت أنت طفلي. سأتكفّل بتعليمه وسأقدّم له المستوى التعليميّ نفسه الذي أقدّمه لولدي. وإذا كانت أخلاقة حميدة مثل أبيه، فمن المؤكّد أنّه عندما سيكبر سيحقّق شيئًا عظيمًا يجعلنا نحن الاثنين فخورين به.
    وهذا ما حدث. تلقّى ابن المزارع دروسه في أحسن المدارس، حتّى تخرّج من كلّيّة الطب المشهورة في مشفى القدّيسة ماري في لندن.
    إنّه مَن أصبح في ما بعد معروفًا في العالم بأسره باسم ألكسندر فلمنج، أبو البنسلين.
    بعد مضيّ العديد من السنوات، أصيب ابن الرجل الغنيّ بمرض شديد في الرئتين. فمن أنقذ حياته هذه المرّة أيضًا؟ إنّه البنسلين…
    كان ذلك الرجل الغنيّ هو اللورد راندولف تشرشل، أمّا ابنه، فكان السير ونستون تشرشل رئيس وزراء انكلترا خلال الحرب العالميّة الثانية.

أحبّاءنا، لا يذهب شيء عند الله سدىً. اذكروا فلس الأرملة كم كان له قيمة كبيرة في عينيّ الله. كلمة “يا ربّ ارحم” التي نردّدها، أو شمعة صغيرة قد نشعلها لأجل شخص ما، أو دمعة نذرفها، كلّ منها له قيمته. لا شيء يضيع عند الله، بل يراه ويقدّره.
فالخير الذي قد نفعله ، له نتائج لا يمكن تخيّلها.
من كتاب حياة لها معني

غاندي

122956alsh3erبدأ غاندي في قراءة “الإنجيل” وقد سره كثيرا أن يدرك أن بعض تعاليم المسيح تشبه إلى حد بعيد بعض تعاليم كتاب (الجيتا). ومن خلال قراءته لكتاب المؤلف الانجليزي “كارليل” تمكن من معرفة الكثير عن محمد رسول الله و أعجب كثيرا بعظمته وشجاعته و باسلوب الحياة البسيطة التي كان يحياها . ومن نتيجة هذه القراءات والدراسات تبين له أن الحقيقة التي يحبها لاتوجد كلها في ديانة أو عقيدة واحدة ! .
ولم تكن السنوات القليلة التالية لوصوله إلى الهند سنوات سعيدة . حيث وجد أن عمله كمحام عمل لا يسره ، و أدرك أن هذه المهنة لاتناسبه .
***
(و من خلال كفاحه في جنوب أفريقيا ، اكتسب غاندي ايمانا لا حد له ببعض طرق الكفاح التي اتبعها فيما بعد ضد المستعمرين الانجليز في وطنه الأم .. لقد آمن غاندي بالقوة الروحية الكامنة في الانسان .. تلك القوة التي تمكنه من مواجهة الشر ومكافحة القوة .، … و برفض إطاعة الأوامر والقوانين الجائرة .
و كان على كل من يعتنق هذه المبادئ من أتباع غاندي ، أن يمتنع تماما عن العمل مع الحكومة .. و أن يمتنع أيضا عن طاعة أي قانون ظالم ..وعندئذ لن تستطيع الحكومة أن تفعل شسئا ، أو ستصبح على الأقل محدودة القدرة على مواجهة مثل هذا الموقف .
وقد تعرض غاندي للسجن في مرات كثيرة ، ومع ذلك فقد ظل أتباعه ينفذون مبادئه وتعاليمه.)
***
(وكانت طبقة “المنبوذين” تعتبر أحط الطبقات طبقا للعقيدة الهندوسية . ولم يكن مسموحا لهم الا بالعمل في أحط الأعمال . ومع ذلك فقد سمح غاندي للمنبوذين أن ينضموا إلى “الأشرام” مثلهم مثل غيرهم سواء بسواء .
و لكن عندما كانت تنضم احدى عائلات المنبوذين إلى جماعة غاندي ، كانت المشاكل تبدأ على الفور . فيظلوا منبوذين من بقية أفراد الجماعة ، كما أن أثرياء الهندوس الذين كانوا يقدمون بعض الأموال لمساعدة الجماعة امتنعوا عن ارسال مساعداتهم حتى لا تصل الى هؤلاء المنبوذين ..
فقرر غاندي على الفور أن يضع خطة لنقل جميع أعضاء جماعته و هو على رأسهم الى الأحياء التي يعيش فيها المنبوذون . و أن على أعضاء الجماعة أن يكسبوا عيشهم بأداء نفس الأعمال المنحطة التي فرضت على هؤلاء المنبوذين.
وفي أثناء قيام غاندي بإعداد تلك الخطة جاءه أحد كبار التجار المسلمين ، و استأذنه في أن يقبل بعض الأموال كمساعدة منه للجماعة .و في اليوم التالي أحضر هذا التاجر المسلم اموالا تكفي لمساعدة الجماعة عاما بأكمله . وقال غاندي في ذلك : “ان الله قد ساعدنا في اللحظة الأخيرة..” )
***
(وذات يوم ذهب ليرى الأحوال السيئة التي يعيش فيها مجموعة من فقراء الفلاحين الذين يعملون في احدى المزارع ، فالتف حوله مئات ومئات من الناس .. جاءوا ليروا هذا الصديق الذي يريد مساعدتهم .. و جاء رجال الشرطة و أمروه بالانصراف ، ولكنه أعلن رفضه لتنفيذ الأمر ، فقبضوا عليه . وفي المحكمة شرح للقضاة السبب في رفضه لتنفيذ الأمر ، وطلب من المحكمة أن توقع عليه عقوبة عدم تنفيذ الأمر وعدم طاعة القانون !.. و لكن المحكمة لم تستطع أن تفعل شيئا أمام هذا المنطق ، فأمرت بإطلاق سراحه.
واعتبرت هذه المحاكمة أول خطوة لاتجاه جديد ذاع وشاع و أصبح مألوفا في كل أنحاء الهند ، و هو رفض الأوامر والقوانين الجائرة مع الاستعداد الهادئ لتحمل عقوبة هذا الرفض أو العصيان.)
***
(وفي سنة 1930 وقعت حادثة مشهورة سميت باسم “مسيرة الملح” !
أصدرت الحكومة قانونا بمنع الناس من صناعة الملح من ماء البحر ، وذلك لاجبار الناس على شراء الملح من الحكومة .
واعتبر غاندي هذا القانون ظالما وجائرا و يجب على الهنود أن يرفضوه . وأعلن للشعب أنه سيقود مسيرة من أتباعه متجها نحو البحر الذي يبعد نحو مائتي ميل . و هناك سيعلن رفضه لهذا القانون ويصنع بنفسه ملحا من ماء البحر … ، و أعلن أن الله قد وهب البحر للناس ولا يمكن لحكومة من البشر أن تحول بين الناس وخير البحر !
وبطبيعة الحال فقد سجنته الحكومة لمخالفته لقانون الملح . ولكنه خرج من السجن بعد العقوبة ليواصل كفاحه من أجل شعب الهند .)
***
( .. نشبت اضطرابات فظيعة في معظم أنحاء الهند . خصوصا في المناطق والولايات التي كان يعيش قيها الهندوس و المسلمون جنبا الى جنب.
وبينما كان هذا الصراع الرهيب على أشده في مختلف مناطق الهند ، كانت المنطقة التي يعيش فيها غاندي هادئة و توقف فيها صراع المسلمين والهندوس تماماـ وذلك بعد أن أعلن غاندي صيامه واضرابه عن الطعام حتى يتوقف هذا الصراع . ونظرا لأن غاندي كان محبوبا ومحترما من جانب كل من المسلمين و الهندوس ، فقد توقف الصراع بالفعل ..
وفي يوم 30 يناير سنة 1948 ، وبينما كان يمشي ببطء خارجا من بيته متجها الى معبد قريب لأداء الصلاة ، و وسط جمهور حافل اجتمع لمشاهدته وللاشتراك معه في صلاته ، اندفع شاب “هندوسي” من بين الناس و أطلق الرصاص على غاندي ، ظنا منه أنه يقف الى جانب المسلمين أكثر من وقوفه الى جانب الهندوس ) ! 😦
وهكذا رحل المهاتما …

ماري كوري

marie_curie

-1-

نشأتها:

ولدت “ماريا سكلودوفسكا” في مدينة وارسو عاصمة بولندا في سنة 1867م. وكان ابوها يعمل مدرسا في احدى مدارس البنين، بينما كانت امها تعمل ناظرة لاحدى مدارس البنات.

كانت الاسرة بولندية ونشأت ماريا منذ طفولتها على حب وطنها بولندا.. وكانت مثل هذه المشاعر الوطنية محرمة على البولنديين انذاك لان روسيا كانت تحتل جزا كبيرا من بولندا. وحرم على المدرسين تعليم اللغة البولندية وكذلك تاريخ بولندا .

-2-

طفولتها

وحين بلغت ماريا العاشرة من عمرها، ماتت امها فكانت صدمة شديدة وقعت عليها وعلى الاسرة كلها.

وبذلت الاخت الكبرى “برونيا” قصارى جهدها لتحل محل الام .. واما ماريا فلم تفهم من معنى الموت في تلك السن المبكرة الا انه حادث محزن..

ودفنت ماريا جميع هذه الاحزان في الانغماس في دروسها..

وكانت تتميز بميزتان: الاولى انها كانت تفهم جميع دروسها بمنتهى السهولة، وكانت تتميز بذاكرة قوية جدا فبمجرد قراءة قصيدة من الشعر مرتين فقط. كانت القصيدة مهما كانت طويلة تنطبع في ذاكرتها بحيث تتمكن من تلاوتها غيبا بعد ذلك. استمر في القراءة