اسكتش: ادم وحواء

المنظر

(يظهر على المسرح نور احمر خافت والجزء الخلفي مرتفع، به بعض المرنمين بثياب بيضاء يمثلون الملائكة، وهم يرنمون ).

حبا عجيبا جدا      احببت يا الله

حب عجيب فائق    حب فاق كل مقدار

حب عجيب صاف            جعلك تخلق الانسان

(وبعد قليل يخفت صوت الملائكة، ويسمع الراوي من وراء الستار).

الراوي:

محبة الله محبة عجيبة دفعته لخلقة الانسان. كان في عقل الله فكرة منذ الازل والى الابد احاطه بالحب والحنان.

تضاء كل انوار المسرح.

الراوي:

في البدء خلق الله السموات والارض. وخلق الله الملائكة.. وكان من هؤلاء لملائكة ملاك جميلا جدا يدعى “لوسيفروس” ومعنى اسمه “زهرة بنت الصبح” لأنه كان اول المخلوقات النورانية.

(الملائكة يرتلون هللويا باللحن الطويل بينما لوسيفروس لا يرتل معهم. اثناء الترتيل يقوم من وسطهم ويتمشى بكبرياء وتظهر عليه علامات التفكير).

لوسيفروس:

لماذا لا اصعد الى السموات؟

(يصمت ويفكر بعمق ثم يقول بلهجة من اتخذ قرارا عزم على تنفيذه).

ارفع كرسي فوق كواكب الله، واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب.. اصير مثل العلي.

صوت الرب:

اليوم تسقط يا زهرة بنت الصبح.

(تطفأ انوار المسرح. تحدث جلبة تشبه الزلزال. بعد فترة سكوت بسيطة يسمع صوت الرب يقول بقوة وسلطان).

اهبط فخرك الى الهاوية. تفرش تحتك الرمم، وغطاؤك يكون الدود.

(عندما تقال هذه الكلمات تضاء الانوار في لجزء الذي يمثل جهنم مع الاهتزاز وكان النار اشتعلت في جهنم).

الملائكة: (يرتلون)

الشر قد احببت       وبالغش قد سررت

فالرب من اعلى     السما يبطل شرُّك

كيف بشرّك الردى             تفتخر يا جبار

ان مراحم العلي      تبقى الى الادهار

الراوي من الخلف:

تكبر ابليس فسقط ويقال ان بسقوطه اصبحت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة ، لكن لان الله يحبه، كان روحه يرفرف على وجه المياه واذا لم يشأ ان يترك الكون خرابة بهذا الشكل خلق السموات والارض وكل ما فيها، وبعدما هيأ كل شئلراحة الانسان، قال الرب.

صوت الرب:

نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على الارض.

الراوي:

ابليس سمع هذا فاغتاظ جدا.

(يسقط زهرة بنت الصبح، ثم يصعد في ملابس ابليس، فتكون قد تغيرت هيئته من ملاك منير الى شيطان رجيم، وتضاء اثناء ذلك انوار المسرح).

ابليس: (يظهر وعليه شعاع من نور احمر).

يعمل انسانا على صورته ؟ مخلوق يعمل على صورة العلي؟ ويعطى كل البركات التي كنت اتمتع بها قبلا؟ كلا الا يكفي ذلك الالم الذي اعانيه كلما نظرت الى الملائكة ووجدتهم فرحين متهللين؟

(باحتقار) انسان! لن اترك ذلك الانسان في سلام. سأشوه صورته، حتى تصبح صورتي جميلة بالنسبة لصورته. سوف اسقيه كل الوان العذاب.

(يمسك سوطا كالذي جلد به يسوع)

سوف اجعله يلقى مصيرا اسوأ من مصيري يختفي في الحفرة التي تحت الارض.

الملائكة: (يرنمون)

لك لسان كاذب      يخترع الفساد

بالغش يبدو عاملا مثل السلاح الحاد

الراوي:

وخلق الله الانسان على صورته. ذكرا وانثى خلقهما وباركهما وغرس الرب الاله جن في عدن شرقا ووضع هناك ادم وحواء وفي وسط الجنة شجرة معرفة الخير والشر وشجرة الحياة التي ترمز الى المسيح واهب الحياة.

صوت الرب:

من جميع شجر الجنة تاكل اكلا واما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل، لان يوم تاكل منها موتا تموت.

(يظهر ابليس)

ابليس:

(يبطئ كانه يفكر)

من جميع شجر الجنة تأكل الا شجرة معرفة الخير والشر. فيوم تاكل منها موتا تموت (بانفعال) الان فرصتي انت الان في قبضتي ايها الانسان. سوف اعمي عينيك عن رؤية شجرة الحياة . يا لها من خطية سترفض ابن الله فتفقد الطريق والحق والحياة، وفي نفس الوقت ساغويك لتاكل من شجرة معرفة الخير والشر.

(يقفز بفرح)

ما ابرعني. سأسقط الانسان في نفس الخطية التي سقطت انا فيها . فينال عقابي واستطيع ان اسخره لخدمتي..

(يفكر قليلا ثم يقول ببطء)

اذهب الى المراة اولا ومتى سقطت فقد سقط الرجل ايضا.

(يختفي وراء الستار)

يسمع المحادثة التالية بين ابليس وحواء.

ابليس:

حواء! احقا قال الله لا تاكلا من كل شجرة الجنة؟

حواء:

من ثمر الجنة ناكل واما من شجرة معرفة الخير والشر فلا ناكل منها لئلا نموت.

ابليس:

لن تموتا بل الله عالم انه يوم تاكلا منها تنفتح اعينكما.

حواء : (ببطء )

حقا ان الشجرة جيدة للاكل وبهجة للعين وشهيةللنظر، ربما لا يحدث  ما يسوء اذا اكلت منها.

الملائكة: (يرتلون)

لو ربحت كل العالمين          وخسرت الفادي الاله

هل بديله القى معينا                         وهل يدوم لي شئ سواه

يا لشقوتي بغير الفادي         تائها في غمرة الاحزان

تنتهي في ظلمة الاباد           في ذي لويلات والاشجان

الراوي:

سقط ادم وبسقوطه سقطت البشرية باكملها. مات ادم روحيا اي انه انفصل عن الله فانجب امواتا مثله، وهكذا اصبح الانسان فاسدا، واصبحت افكار قلبه شريرة كل يوم، لكن الرب كان يعلم خبث ابليس وكان يعلم ان الانسان معرض للوقوع في فخه، لذلك فانه دبر مجئ ابنه الى العالم ليموت فداءا عن الانسان. قال الرب للحية:

صوت الرب:

لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع الحيوانات. على بطنك تسعي وترابا تأكلين.

الملائكة : (يرتلون)

يا لسعدي بالمسيح ربي        كل مشتهاي في الحياة

فيه كل رحمة وحب            كل نبع الخير في رضاه

لو ملكت ربي الفادي وحده    لا اروم في الدنيا عداه

كل مبتغاي القى عنده           لا يسد حاجتي سواه

(يظهر بليس وهو ممتلئ بالغيظ)

ابليس: (لنفسه)

هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه؟ كنت اظن انني قضيت على الانسان الى الابد. اما الان فله رجاء.

(بغيظ) يسحق رأسك؟ رأسي انا (يتحمس) سأمنع مجئ المسيا الى العالم، سأفسد كل محاولات الله لاصلاح البشر، سأسد كل طريق.

(يضحك بكبرياء) ها ها ها.