حارس الفنار

rlxr_y4t

“لان الله يحضر كل عمل للدينونة على كل خفي”(جا12: 14)

نام حارس الفنار نصف ساعة اثناء نوبة العمل، ولما استيقظ وجد ان الالة التي تعمل على تدوير المصباح الكشاف قد تعطلت. كان النور لايزال لامعا وفي شدة قوته، ولكنه كان ثابتا ولا يتحرك لان زنبرك الماكينة كان قد فرغ فاسرع يملأه واذ ذاك عادت الامور الى مجراها وتحرك الكشاف يلقي انواره الممتدة الى هنا وهناك. واضطرب الحارس جدا لانه قبل ان ينام لم ير شبح اي باخرة والان هو لا يرى بواخر بالمرة ولكنه على اي حال بدأ يطمئن نفسه، بأن احدا لم يدر بنومه ولن يحاسب عن خطأه هذا.

وفي الصباح انتظر ربما تأتيه ملاحظة من هنا او هناك، ولما لم يأتي شئ اطمأن الى حد قليل ولكنه اجّل كتابة التقرير اليومي وانتهى اليوم وجاء اليوم الثاني وانتهى وهو يؤخر كتابة تقريره ايضا ولم جاء اليوم الثالث كتب التقرير وبالطبع لم يذكر فيه توقف الالة المحركة بسبب نومه. ومر الايام وتلتها الاسابيع ولما مضت شهور  بدأ ينسى الموضوع.

وبعد اربعة شهور من تلك الليلة عاد ربان احدى بواخر البريد من رحلته الى استراليا وقد جلس في مأدبة عامة بجانب موظف في الشركة المسئولة عن الفنارات على الشاطئ الانجليزي. وقد اشتبكا في محادثة من موضوع الى موضوع وفي اثناء الحديث قال الربان: “على فكرة، منذ متى جعلتم فنارة خليج ستوني ثابتة؟” واجاب الموظف: “فنارة خليج ستوني ثابتة؟ بالتأكيد انت تحلم!لقد كانت فنارة خليج ستوني متحركة ولا تزال كذلك”. وقال الربان: “حسنا، عندما عبرت بوغاز الخليج منذ اربعة شهور مررت بالفنار الساعة الثانية صباحا كان كشاف الفنار ثابتا ولي شهود على ذلك. وطلب الموظف تفصيلات وافية عن الزمن وادرك الربان غرض الموظف ولكنه لم يستطع ان يتراجع فاضطر ان يعطي تفصيلات.

وفي الصباح التالي كان احد المفتشين في طريقه الى فنار خليج ستوني ليسلم حارس الفنار بيان بالرفت (الاقالة). كانت الليلة شديدة الظلام ولم يخطر ببال الحارس ان احدا سيررى الخطأ.

من الخير الا نخطئ. ولكن ان اخطأنا فخير لنا والف خير ان نعترف بخطأنا. لانه ليس خفي الا ويظهر، ولا مكتوم الا ويستعلن.