” ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني “(مز50)
حاول احد الشباب الذين لهم علاقة مع الله ان يحدث صديقه الصيدلي عن المسيح. فكان يفشل في كل مرة اذ كان الصيدلي يقابل حديثه بالاستهانة .
لهذا قرر الشاب ان لا يفاتح الصيدلي في هذا الامر. وقال له لن ازعجك بكلامي عن المخلص مرة اخرى، حتى يأتي الوقت وتطلب انت ان اتحدث اليك في هذا الموضوع. ولكني قبل ان افعل هذا سأترك معك آية من كلام الله اخترتها لك وهي “ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني”, وارجوك ان لا تنساها … وما كان من الصيدلي الا انه لم يعره اهتمام كالمرات السابقة.
مرت الايام على هذا الحديث كعادتها. وجاءت نوبة الصيدلي للخدمة الليلية. واستغرق في النوم. وفي هذا الاثتاء اذ بطرقات شديدة على الباب ايقظته مذعوراً . فقام ليجد فتاة بيدها تذكرة طبيب تطلب تحضير الدواء المبين بها لوالدتها التي في حالة خطرة . فأخدها الصيدلي وبدأ بتحضير الدواء, الا انه كان مثقلاً بالنوم, فأعد الدواء وصبه في زجاجة ولصق عليها البطاقة المعتادة واعطاها للفتاة التي سرعان ما تلقتها منه وانطلقت تجري باقصى سرعة .
بعد ان خرجت الفتاة. قام الصيدلي باعادة الزجاجات التي ركب منها الدواء الى اماكنه. واذ بعلامات الرعب ترتسم على وجهه لانه اكتشف انه اخطأ في تركيب الدواء ووضع مادة سامة بدل مادة مهدئة , وازداد رعبه لما تيقن ان اقل كمية من هذه المادة السامة تكفي لقتل من يتناولها فوراً, فتمثل امامه ما ينتظره من مصير مظلم. ومما زاد الحالة سوءاً انه لم يكن يعرف الفتاة ولا مكان سكناها. فاندفع خارج الصيدلية في ظلام الليل يتخبط في الشوارع. فتاره يتجه الى اليمين واخرى يتجه الى اليسار فلم يرى الفتاة ولا راى اثرها اذ ان الظلام ابتلعها وهي تنطلق فيه بسرعة .
تخيل الصيدلي ان المريضة تناولت الدواء المميت. فابتدأ العرق البارد يتصبب من جبينه. وانهارت قواه. وتمثلت امامه النهاية المحزنة. وماذا يفعل امام القضاء؟
وفجأت أضاءت في مخيلته المشتته, الجملة التي تركها صديقه, ” ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني ” .
فرجع الى الصيدلية والقى بنفسه على ركبتيه امام الله وصلى .
صلى في هذه المرة ولم يكن يستهزىء او يسخر. صلى وصرخ الى الله وهو مرتعب ومرتعد وطلب الانقاذ من هذه الورطة التي ستوقفه امام المحاكم وتقضي على مستقبله, صلى هذه المرة وهو على يقين شديد ان الله وحده يقدر ان ينجيه.
بعد ان صلى جلس والدموع في عينيه واذا بطرقات على الباب فخرج يستجلي الامر. فعقدت الدهشة لسانه لانه وجد نفس الفتاة واقفة امامه تبكي بحرقه وتمسك بيدها عنق الزجاجة وتقول :
( اه يا سيدي انقذني , لاني اثناء الجري في الطريق تعثرت وسقطت فانكسرت الزجاجة وسال الدواء على الارض ).
ويمكنك ايها القارىء ان تلمس مقدار فرح الصيدلي وتحس باحساسه وهو يتناول تذكرة الطبيب للمرة الثانية ويركب الدواء الصحيح اما كم كان شكره القلبي فلا يستطيع احد ان يقدره الا هو …
المجد لك يا الهنا القادر على كل شيء … المجد لك