يوميات وحيد #6

westnewyorkgirl

وخرج وحيد فركب سيارته ومضى الى مكان خال ليتنفس الصعداء به، لقد شاء فترة من الراحة بين رحاب الطبيعة الساحرة وقلب النظر يمنة ويسرة وفي كل صوب واتجاه يتنشق الهواء العليل بسرور وابتهاج. واستل من حقيبته ورقة ليداعب افكاره، فتناول القلم وراح يكتب:

انا الان اجلس وحدي. المناخ معتدل والطقس منعش لطيف يبعث في النفس صحة ونشوة. انشرح صدري لان جمال الطبيعة يفرض نفسه على المرء فرضا. الطبيعة دائما لها مسحة من الجمال لا يحسن التعبير عنها الا الشاعر ولا يراها الا كل متأمل. وانا الان مسحور بجمالها، فالسماء والارض والهواء والجبل والشجر ايات من الفن الجميل. هنيئا لمن يستطيع ان يرسم لوحة فنية لهذه المناظر الخلابة، او ينظم قصيدة في وصفها.

وجد نفسه مدفوعا للتفكير في حديثه السابق مع بيير وجانيت بخصوص الزواج فراح يكتب:

“الموضوع مطروح عليّ. انما لم ينضج. اميل الى الجميلات المتعلمات. انما فوجئت اليوم بفكرة اخرى: “المرأة الفاضلة من يجدها؟ هل الزواج حاجة جسدية وفى؟ الحقيقة هي ان الزواج ابعد من الحاجات . الرجل يشقى في الحياة، والمرأة تخفف من وطأة شقائه وويلات حياته. والمرأة تحمل الزوج كصليب، والزوج مصلوب ايضا. وكيف يتحمل الاثنا بعضهما البعض كصليب دون المحبة؟ فهما في الفضيلة دون ان يدريا، والمحبة هي سدى ولحمة زواجهما. لولا المحبة والفضيلة لما استطاع زواجهما ان يصمد امام تقلبات الحياة.

الزواج صليب والصليب حلو، لانه رمز وحياة. رمز لاعظم حب عرفه الانسان – محبة الفادي للانسان، وحياة واقعة لابد ان تعاش، كل احتكاك يومي بين اثنين ذو حلاوة ومرارة. ولكن الحب الزوجي وقدوم الاطفال يغلّب الحلاوة.

الزواج حلاوة، وقلب الزوجين يختلج على الدوام: من نظرة، من كلمة، من فكرة، من موقف، من ملاحظة يبديها احدهما للاخر ، من دمعةن من حركة وجه او يد، من اطراقة فكر او  او او الى ما لا نهاية