نمرود: المدينة عظيمة ، لكن معظمنا يشعر بحاجة الى شئ اعظم، خطر في بالي خاطر اخر. خلدنا انفسنا بالمدينة فلنخلد انفسنا بأثر اخر اعظم! نبني برجا يصل الى السماء ارتفاعه، به نصير من الخالدين! (يرفع يداه في عجب ويهتف عاليا) هل نبنيه؟
الجمهور (مجموعة من 5 ممثلين او اكثر): نعم نبنيه! نعم نبنيه!
نمرود: سيكون شامخا عاليا حتى يسترعي انتباه الله نفسه!
الجمهور: عاش نمرود قائدنا..!!
مشهد 2
(الراوي شيخ يروي للجمهور او يجلس ليحكي لحفيده مثلا)
الراوي: وبينما انا اسمعه جال في فكري خاطر. هل هذا البرج سيجعلنا نخلد؟ .. هل سيضمن لنا الخلود؟ هل سنجد فيه كفايتنا؟ يبدو لي احيانا ان اله نوح بعيد جدا. لكن الا توجد طريقة افضل للوصول اليه من مجرد بناء برج؟ لقد قال لي ابي ان نوحا وصل الى الله بالتقوى، فان اقربنا الى الله اتقانا!.. واشتغل الناس بحماس زائد ، كانوا يريدون تخليد اسمهم الى الابد، كنا نقول : انه بعد اكمال البرج لن نحتاج لانسان، ولن نحتاج لشئ. سنعمل كل شئ بقوتنا الذاتية.. واخذ البرج يعلو ويعلو ويعلو .. ولكني طول الوقت كنت اسأل نفسي: مع انني انتمي لشعب عظيم – لماذا لا اشعر بالرضا؟ افلا يرى الله الا الابراج العالية؟ .. انا وحدي صغير! ألا يلاحظني؟
مشهد 3
الله (صوت): انهم متحدون في اللغة والمكان. فلو تركتهم لكبريائهم لاضروا انفسهم! سأبلبل لسانهم فلا يفهم كل منهم لغة الاخر!
يثرون: وفي اليوم التالي ذهبت لعملي..
(ينتقل الاضاءة)
رجل1: ما اعظم برجنا! سيخافنا كل اهل الارض!
رجل2: عندما نرتفع سنهزم الله نفسه! ها! ها! سيخاف الجميع اسمنا العظيم!..
الراوي: كان ما سمعته في الحلم صحيحا! لقد اقمنا ابراج الكبرياء والحماقة! وسألت نفسي: ما معنى بلبلة اللسان؟ هل سيسمح الله لبرج الانانية هذا ان يكمل؟.. وهنا تجمعت غيمة سوداء فوق البرج، وبرق برق تلته صاعقة دمرت ما بنيناه!
وبدأ الموجودون يتكلمون بلغات مختلفة.
رجل 1: لا افهم ما تقول!
رجل 2: Listen you! I want more bricks , not idiotic gibberish!!
ولم يقدر حتى نمرود الجبار ان يسيطر على الفوضى، فقد بلبل الله لسانه ايضا! اصدر اوامره! ولم يفهم احد!
الراوي: وهكذا بددهم الله في كل الارض، فتوقف بناء البرج، ولذلك سميت المدينة “بابل” بسبب بلبلة الالسنة!.. وتعلمت درسا هاما من هذه الحادثة يا بني! في يوم القضاء الالهي ستكون انجازاتنا العظيمة كلا شئ في نظر الله، وتعلمت ايضا ان الله يساعد الذين يتكلون عليه وينسحقون امامه واليهم فقط ينظر! .. وكما قال داود النبي “لانك يا رب لا تسر بذبيحة والا فكنت اقدمها. ذبائح الله هي روح منكسرة”(مز51).