صوت الرب يطفئ لهيب النار:
اشعل وحيد اليوم حقلا لانه كان ينقيه من الحشائش. وللوهلة الاولى دخله خوف عظيم، اذ تخيل انه سيصير حرائق الغابات، وكان اول رد فعل، انه حاول لن يطفئ النار. لكن من يستطيع السيطرة على النار، لقد قال عنها الكتاب “هوذا نار قليلة اي وقود تحرق، وتضرم من جهنم”. دس يده في جيبه، لم يأخذ هاتفه معه، بكت نفسه شديدا، كيف لي ان ارتكب هذا الخطأ الفادح، اقدم على اشعال نار ولا اخذ هاتفي. وتذكر كلمات ابونا (الغلطة بفورة) اي اقل خطأ له عواقب تتعداه الى اربعة مراحل او اكثر. هرول الى صومعة ضاحب الكرم، ” ماذا افعل لو احترقت انت؟”. كان كل تفكير الرئيس، ليس في الخسارة المادية الفادحة بل في سلامة عمال المزرعة اي في خسارة نفس بشرية.
سأل صاحب الكرم في صوت يختلط فيه الهدوء والحدة: كم شجرة احرقت؟ا
اراد ان يقول ١٠ وهو العدد تماما، ولكنه اجاب سريعا: ١٥ شجرة؟
فعل ذلك لئلا يستهين بالنار وما تصنعه، فالكون يمكن لن يضرم بخطية او زلة اللسان كما يعلمنا الوحي.
حين وصل الى مكان النار تعجب ان صلحب الكرم وصل ايضا في نفس الوقت. كان صاحب الكرم متعجبا ان النار انطفأت فسال:
كيف انطفأت؟
اجاب: حالما اخبرتك بالامر، انطفأت من ذاتها. بصلاتك! قال الكلمة الاخيرة هامسا.
في الخال وتحت الشجرة التي ارتمى عندها متهالكا، اندلعت النار مرة اخرى.
ربما كان السبب ان الاب المسؤل خالجه الكبرياء.
ارتكان .. وهروب:
في رواية (الحب المحرر) لفرانسين ريفرز، تساءلت : لماذا هربت شولميث من مايكل هوشع رغم انه يحبها؟ ولماذا يهرب اللنسان من الله، رغم ان الله اعلن حبه له؟
للاجابة، كان لي هذا الاختبار. انا احب المكان الذي اعمل به الان، وكنت احب المكان السابق ايضا، ولكن جاء وقت وتركته وقررت الا اعود البه مدى الحياة، لماذا؟ لا اعرف، ربما كان قرارا مندفعا؟ ربما كان الملل؟ ربما الرغبة في التجديد وحسب!
انجيل في الرواية هربت من هوشع وهجرته، وانا تركت عملي الذي احبه.
بمرور الايام نسيت او تناسيت القرار بترك العمل. وبعد حديثي مع مرشد تنمية بشرية ، واذ شعرت بخجل خففت من حدة القرار بأن يكون ترك العمل لعام واحد.
اليوم اخبرته انني سوف اعود لعملي السابق وترك العمل الحالي، وفي نيتي ان يكون ذلك بعد ٣ شهور- سوف اعود متغصبا- وذلك خجلا منه ايضا.
انا على المحك، اشعر ان وجودي في المكان الحالي، له فائدة وضرر ايضا. اشعر ان من حولي يحبوني ومستعدون لبذل انفسهم للجلي، وفي ذات الوقت انهم لا يريدون بقائي. اشعر انهم قديسون وشياطين في ان واحد، اناس رذيلون وغاية الرقة،
اشعر ان قرارات العمل تشبه قرارات خوض الحروب، وكنت استغرب مقولة من قبل سمعتها، ان قرار الزواج على مستوى الافراد يشبه قرار خوض الحروب على مستوى السعوب. ضحكت وقلت هامسا لنفسي، احلى حرب. فما بين كلمتى الحب والحرب حرف واحد هو الراء. ولكن الفرق بينهما شاسع. لا اجد مبررا للخروب والخصومات الا البغضاء وهي عكس الحب تماما..
الاخر . وانا:
وضع رئيس العمال امام صاحب المزرعة الحصادة وقال،
انظر، لا تعمل بشكل صحيح.
اصلحها
بالفعل، تحتاج صيانة!
كم يكلفنا؟
ليس الكثير.
كان ينصت وحيد مترقبا، خالجه، روح الحماسة:
انا اقوم بذلك، سوف اذهب بها بسيارتي الى اقرب ورشة صيانة لاصلاحها.
كان ٣ عمال متحلقين حول الالة المعطلة ايضا واحدهم تطوع ان يفعل هو الامر.
وخف فورة حماسة وحيد بعد ان تطوع احدهم الى ان يحملها في غربة المزرعة وليس سيارته الخاصة.
ثم بعد قليل، زال الحماس تماما بانه ليس تخصصه.
فبالامس دفع الضعف في اصلاح شئ تافه.
تأجل الامر الى اليوم التالي، وعاوده تذكار قول المتطوع ، اذ تطوع هو ان يقوم بتزييتها لعلها تعمل بشكل صحيح، ثم تراجع عن قرارها ان يذهب بها الى متخصص. اما وحيد فقد تأرجح تفكيره بان يقزم هو بتزييتها او ان يشتري اخرى جديدة. فمن سيقوم باستخدامخطها يريد زراعة حبوب الخردل وهي اصغر جميع البذور وتختاج الى دقة معينة.
عامل امن:
اليوم اراد ان يعمل موظفا في الامن. واختفت علبة دواء.
ونسى انه مسؤل عن الامن وان تحت يده نظام كامل للمراقبة بكاميرات.
نسى قراره بالعودة الى مدينته حتى يكون فرص اكبر للعمل .
فهو سيفتح مشروعه الخاص. وتناسى ان العمل بمنظومة شركة، وبروح التفكير الجماعي افضل من الفردية. كلمة كنيسة تعني جماعة وليتورجيا تعني عمل جمعي.
اليوم وصلت الى المزرعة بعد قضاء مصاحة في الخارج. فقد الهاتف الشحن. جلست على البوابة المغلقة. وخالجني هذا التفكير: الوحش له رقم ٦٦٦ . لماذا يسجل الوحش هذا؟
لقد وصل الامر الى عدم استطاعة اصرف مالا من ماكينة صرف العملة الا عن طريق اشارة هاتفي الخاص وانا واقف بجوار الماكينة، الهاتف يحمل رقم. ويمكن ان اهلك جوعا ، اذا لم استطع صرف المال. واليوم لا استطيع الدخول الى المبيت الا بالاتصال بالبواب وهو ايضا رقم، لا استطيع تذكره، فاتصل من هاتف اي عابر. ما العمل؟ قررت ان اترك علامة على الباب، وفي ذات الوقت ام اذهب الى اقرب مزرعة بالجوار لاعيد شحن الهاتف والاتصال برقم البواب الذبدي لا اتذكره. هل ضد المسيح، والوحش هو الهاتف؟