الراهب

ملخص:

أمبروزيو راهب شاب منعزل خطيب مفوه شديد التقوى و الإعراض عن الدنيا و شهواتها حاد الذهن مهاب الجانب من قبل الجميع… في لحظة من اللحظات و حين شاهد المجد الذي وصل إليه من محبة الناس و حين اطمأن لذكائه الحاد الذي فاق الجميع، خالجه شعور بأنه أعلى مقاما من البشر و أنه لا يملك الضعف البشري الذي يملكونه… الراوي تساءل في لحظتها إن كان أمبروزيو سيكون على قدر كلامه لو ابتلي بالدنيا، و هل هو مبرأ من هذا الضعف البشري؟ و كأنه كان يتوعده! و من هنا بدأت حكاية مقتله… حيث أن الدنيا عرضت له و اقتحمت حياته، فسرعان ما زلت قدمه زلة اثر زلة اثر زلة، و المعصية جرت المعصية… فزنى ثم نافق ثم قتل ثم اغتصب ثم مارس السحر و أخيرا جدف و باع روحه للشيطان مقابل انقاذه… و لكن هل للشيطان عهد و ذمة؟

قد غدر به و كذبه و تخلى عنه _كما يليق بخسة الشيطان_ و جعله يختم حياته بالكفر فخسر الخسران الأبدي…

فالذي يمارس الشرور على هذه الأرض بشري… الذي يقتل و يرتكب المجازر بشري… ليس بالضرورة أن يكون مريضا نفسيا… فقد تجده يقرأ شعرا بل و يكتبه… تجده يبكي تأثرا لمقطوعة موسيقية بل و يعزفها… قد يكون مفكرا يتحف الناس بنظرياته و كتبه… رساما، ممثلا… منظرا حقوقيا… قد تجده يفعل أي شيء تخاله من خلاله بشريا و إنسانيا… و لكن هل يعني كونه بشريا و إنسانيا أنه ليس بقادر على الذبح و التعذيب!

كل ما عليك أن تفعله هو أن تضع مصلحته الشخصية على المحك و انظر ماذا يفعل…

و لا أنكر أني شعرت بأن كل الشخصيات _غير الراهب_ و خاصة النسائية منها تعاني من التبسيط و الخلو من العمق… بحيث أنك تود لو تضرب إحداهن على رأسها لشدة سذاجتها بينما المؤلف يضيع الصفحات و هو  يغيظك بالتغزل ببراءتها و طهرها حتى لتخاله واقعا في غرامها! و كأنه ينبغي لتكون من ضمن فئة الأخيار أن تكون أبلها و مسطحا! و كأن السذاجة في النساء كانت الموضة المطلوبة في الإناث حينها! و ربما ما زالت… لا أدري!

مصدر المقالة

ليس بيننا وحوش و شياطين… إنما بيننا بشر يملكون القدرة على التبرير…

وجاء الفصل الأخير : مساومة الشيطان له في لحظات حياته الأخيرة و تردده لوهلة بين هل يلتجأ إلى الله فيطلب العفو أو يستمع للشيطان فيكفر ليخرجه مما هو فيه، حتى انتصر الشيطان و باع روح له فخسر الخسران المبين) جعل تقييمي للكتاب يرتفع نجمة كاملة، إذ الرعب نفذ لقلبي فعلا… فهو كان يكابر و يكابر و يكابر حتى النهاية… حتى آخر لمحة و قطرة… و كان من الممكن أن يتوب في تلك اللحظة الأخيرة… آخر فرصة… شعرة واحدة فقط كانت من الممكن أن تفصله عن ذاك السقوط الأبدي… و لكنه أبى إلا أن يكون من المتكبرين حتى آخر لحظة… فهوى…

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s