ايقونة عجيبة

57c6c6edb67ba7e9ff0bd9247b851560

في مدينة درسدن بالمانيا لوحة (ايقونة) من اروع اللوحات الدينية في العالم وتسمى “سيدة سان سيستو” وفيها يظهر الطفل يسوع على ذراعي امه القديسة مريم وتحيط بهما سحابة هائلة تملأ فراغ الصورة. وقد ظلت هذه السحابة لا تسترعي انتباه احد بالمرة عدة مئات من السنين، حتى حانت التفاتة من احد الفنانين ذوي البصيرة النافذة، فرأى بعد تدقيق شديد ان السحابة لم تكن الا عشرات الالوف من وجود دقيقة جدا لملائكة وقديسين. وفي الحال قام المسئولين برفع ذرات التراب المتراكمة على الصورة فظهرت الوجوه واضحة.

وبولس الرسول في الرسالة الى عالعبرانيين يحكي لنا في الاصحاح الحادي عشر قصة اكتشافه لايقونة سمائية عبارة عن سحابة عظيمة من وجوه معروفة تطل علينا من السماء وتحيط بنا من كل جهة.

ننقل هنا بعض الملامح الاخاذة لشخصيات هذه الايقونة الفريدة:

ففي اعلى الايقونة في وسط السحابة نرى شخصية هابيل ووجهه في غاية البراءة يقطر منه الدم لان اخاه قتله لما حسده وحقد عليه. والعجيب انه بالتدقيق الشديد والملاحظة وجد ان قطرات دمه لا تزال تتساقط ببطء شديد على الارض وحينما تلمس التراب تتكلم من تلقاء ذاتها بتسبحة خافتة لا تتوقف ابدا، تطلب الرحمة والحياة للاخ القاتل.

وعلى الجانب الايمن من اسفل يرى الرسول وجه شيخ نضير جدا انضر من الشباب، تشع الطيبة من عينيه وهو اخنوخ ، لا يراه كروح بقية ارواح الابرار المكملة في المجد بل بجسده حيا بلحمه وعظامه. وقد اخذ هذا الوجود الجسدي كامتياز جزاء حياة طاهرة ارضت الله، لانه اختبر السير مع الله فلم تنقطع هذه المسيرة حتى بالموت. فكان اول ناسك متصوف وعاش بايمان بسيط ارتفع به الى مستوى التصديق انه لن يرى الموت، فتخطاه..!

وفي الجانب الاخر لهابيل من اسفل، رأى الرسول وجها تحيط به المياه من كل جانب بمنظر طوفان جارف، هو “نوح” البار الذي بايمانه الخائف المرتعد فاز ببر الله، وكأن ايمانه ومخافته لله قادران ان يوازنا خطية الارض كلها في ذلك الزمان، فنجت معه البشرية والخليقة من الابادة الكاملة.

ومن هؤلاء لثلاثة تنبعث اشعة الايمان وتتجمع معا كميراث لا ينصب على شخصية مهيبة جدا احتلت المركز الاوسط في السحابة العظيمة الا وهي “ابراهيم”. ظهرت خلفه مدينة او كوطن مهجور تركه بالايمان ولم يعد له قط فاستأهل ان يكون مواطنا سماويا، وظهرت في يده اليمنى سكين الطاعة على شكل صليب، مغروسة في جسم حمل وديع للغاية قائم كأنه مذبوح ولكنه حي،يداعبه صبي جميل الصورة بطئ الحركة لانه ابن شيخوخته،يأخذ من دم الحمل ويدهن رقبته، فظهر في الصورة كأنه قد ذبح مع ان السكين لم تمسه.. وتحت وجه ابراهيم ظهرت خيمة ممزقة من مشقة الترحال وغربة العمر الطويل بابها مفتوح مكتوب عليه:”الدرب الموصل للمدينة التي لها الاساسات”، “هذا مسكن الذين يطلبون الوطن الافضل اي السمائي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s