يوميات استير -17

الوليمة الثانية

علمت ان هامان عاد الى بيته مكدرا نائحا مغطى الرأس. حكى لزوجته واقربائه كل ما حدث. فقالت زرش: “اذا كان مردخاي الذي ابتدات تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطا”.

كانت زرش تتكلم كما لو كانت تتنبأ. وحاول بعض الموجودين ان يتكلم. لكن قاطعهم مجئ خصيان الملك، يسألونه الحضور للوليمة التي كنت قد اعددتها له وللملك.

وجلسنا نحن الثلاثة الى المائدة. ولكن جلستنا هذه المرة كانت تختلف عن المرة السابقة. كنا نجلس كما جلسنا بالامس. كنت انا جالسة على يمين الملك. وكان هامامان امامي، وقد حاول ان يبدو طبيعيا. قدمت الاطعمة كالمعتاد. على اننا نحن الثلاثة لم نأكل الا القليل. كل واح منا كان يتيه في واد. حمل الخصيان قناني الخمر وشرب الملك وشرب هامان.

وتكلم الملك! ما هو سؤالك يا مليكتي العزيزة. وما هي طلبتك ؟ بالتأكيد ستعطى لك ولو الى نصف المملكة.

وقفت في مكاني وانحنيت في ادب وقلت “ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك ايها الملك واذا حسن عند مولاي فلتعط لي نفسي بسؤالي وشعبي بطلبتي، لاننا قد بعنا  انا وشعبي للهلاك والقتل والابادة ولو بعنا عبيدا واماء لكنت سكت مع ان العدو لا يعوض عن خسارة الملك. فتكلم الملك احشويروش وقال لاستير الملكة من هو واين هو هذا الذي يتجاسر بقلبه على ان يعمل هكذا، فقالت استير هو رجل خصم وعدو” ثم اشارت بيدها الى هامان وصرخت: “هذا هامان الردي”.

وهنا ادرك الملك الى اي شرك ساقه هامان. لقد خدعه وحصل منه على المرسوم الملكي الذي يقضي بقتل شعب مردخاي. انه لا يعرف شيئا عن ذلك الشعب. لقد اخبره هامان انهم قوم يبغضون الملك ويتأمرون على قتله. وانه هو هامان معني بسلامة الملك وحراسته.

ووقف الملبك بغيظ وجعل يتمشى في حديقة القصر ، وهو الممر بين جناح الملك وجناحي.

كان يخاطب نفسه: “مردخاي الذي انقذ حياني. هو الذي امرت بابادته وابادة شعبه؟

وهامان الذي يطمع في عرشي وفي زوجتي هو الذي جعلته صفيا لي؟

اانا ارفع الخائن وامر باهلاك الامين؟!!!

لا ، لن يكون هذا ابدا.

وارتاع هامان وفارقته فطنته، ووقف يتوسل اليّ، وكأن بيدي شئ استطيع ان افعله له!! ان مصره كان معلقا بد الملك. لقد اتجه الى المكان الذي كان يثير شكوك الملك، ولو انه ذهب خلف الملك وترامى عند قدميه فربما رق الملك له. ولكن الملك عاد ورآه واقعا على السرير الذي كنت عليه فثار غيظه وصرخ:

“هل بلغت بك الجرأة ايها الوقح ان تلمس سرير الملكة. احملوه من هنا واقتلوه.

ولما خرجت الكلمة من فم الملك

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s