اسكتش: اب الاسقيط والراهبة العمياء

مشهد 1:

(الشيخ يصلي): يا لمحبتك الابوية يا خالقنا! لقد اعطيتنا هذه الشمس فانارت ظلمات الدنيا وبعثت في الارض حياة.

(يسجد، ثم ينتصب) ربي ، السموات تحدث بمجدك والفلك يخبر بعمل يديك..يوم الى يوم يذيع كلاما، وليل الى ليل يبدي علما.

(صوت رهبان يسبحون واصوات ترانيم ملائكة).

(يصمت ويجول ببصره): يا ترى هل انا بين ملائكة ارضيين ام بشر سمائيين؟.

مشهد2:

(يسير مبتعدا عن الدير).

اولاجي: (يلمح اشباحا غريبة تسرع لتختفي خلف الجبل) ما هذا. لابد انهم بعض افراد القبيلة التي بالقرب من دير العذارى المجاور لجبل شيهات.

“يا ترى فيما يفكرون الليلة؟ وعلى من يتآمرون؟! فانني اعرفهم واعرف رئيسهم: انه رجل شرس لا يعرف قلبه الرحمة. انه مجرم احترف الاجرام. انه رئيس عصابة وقاطع طريق. يا رب بدد مشورتهم كما بددت مشورة اخيتوفل.. اذكر يا رب خلاص نفسه واعلن ذاتك له ولمن لم يعرفوك بعد.. (ينظر للجبل) وانت يا جبل الله، اما زلت تأوي قطاع الطريق! الم يحولّك ابونا البار ابو مقار سماء وفردوس (جزء من مديحة مكسيموس ودوماديوس: طوباك يا جبل شيهات طوباكم يا اولاد مقاريوس). حوّلك سماء وفردوس يسمع فيه على الدوام اصوات خاشعة وهي تنطلق بالصلوات.. والتضرعات.. قداسات.. حتى صار اسمك “شيهيت” اي ميزان القلوب.

(ترنيمة : يا جبال الصحراء اهتفي..)

مشهد 3:

(صوت جرس كنيسة دير العذارى).

الاب: انها اجراس ديري تدعو كل الرهبان الى صلاة الغروب. (يرجع الى الدير)…ها هم الاباء يعودون الى الدير.

(يغلق باب الدير الكبير).

مشهد 4:

(تدخل الراهبات الى كنيسة الدير ويسجدن امام الهيكل، ثم يأخذن بركة من مقصورة تحوي اجساد القديسين بالدير وبعدها يتم السلام على الام وباقي الاخوات ثم تأخذ كل اخت مكانها في الكنيسة).

الام (تصلي): الرب يظلل على يدك اليمنى فلا تحرقك الشمس بالنهار ولا القمر بالليل.. يا ملاك ميخائيل ، يا حارس الدير، فلتبدأ عملك من الان.

مشهد 5:

في الوقت الذي فيه كان الليل يزحف بظلامه على برية الإسقيط كانت قدما إنسان تتجه إلى دير العذارى.

(اولاجي اللص يرتدي ثياب راهب)

(يمسك بيده عصا طويلة من الجريد، يتوكأ عليها ويجر قدميه على الرمال. ويسير في وقارٍ)

(يقرع على باب الدير):

راهبة 1: “من أنت يا سيدي؟

اولاجي: قولي للأم بأن المسكين دانيال القسيس الذي من شيهات قائم على الباب”.

(الصوت): “لحظات يا أبي لأخبر الأم”.

اولاجي: “بل قولي لها اقبليني عندكن للغداة لكي أستريح”.

راهبة 1: يا تماف، ان الأنبا دانيال قس الإسقيط جاء الى ديرنا وهو يقف على الباب الان.

الام: اسرعي واقرعي جرس الدير.

(تجتمع الأخوات ).

(تضرب الأم مطانية لاولاجي.. وكذلك الأخوات )

راهبة 1: لقد كانت اكبر أمنية لي هي رؤية الأنبا دانيال والنعمة التي تشع من وجهه،

راهبة 2: حقا، ان مجرد وجوده يبعث في النفس سلامًا عجيبًا، يزيل الهموم ويحيلها إلى فرح دائم.

الام: احضري اللقان لنغسل قدمي ابينا.

يحضرن لقان، ويغسلن رجليه. ) مرحبا بك يا ابانا. اذكر دائما في صلاتك. واطلب من المسيح من اجلي ومن أجل جميع الأخوات لكي يكلل الله حياتهن بسلام وهدوء إلى يوم اللقاء.. (يحمل اللقان بعيدا) لدينا يا ابانا اخت ولدت عمياء. وحضرت إلينا منذ سنوات وحياتها هادئة، تمارس الأسرار في نشاط دائم. ومحبتها في قلب كل أخت في الدير، لا ينقصها من نعم الله سوى نعمة النظر لتتمتع بقراءة كلمة الله.

الام (لراهبة): اسرعي أحضري الأخت هيلانة!

(تحضر هيلانه تقودها إحدى الأخوات)

قالت الأم: “يا ليت قداستكم تصلي عليها لتبرأ مما بها.

اولاجي: “قدمن لها فضلة الماء الذي في اللقان”.

(تأخذ هيلانه الماء وترشم عليه باسم يسوع ويرتفع صوتها): بصلاة القديس الأنبا دانيال يا رب لتكن إرادتك.

(ما ان تغتسل حتى تضرب ميطانية لاولاجي): أبي. أبي. إنني أبصر، بالحق أراك. أنت رجل الله، أنت قديس البرية. ماذا أرد من أجل صلواتك ومحبتك؟

(ترنيم الراهبات):  اكسيوس .. اكسيوس.. اكسيوس.. ابونا دانيال.

الأم: مباركة هي الساعة التي وصلت فيها إلينا. مباركة الساعة التي وطأت فيها قدماك عتبة الدير، يا أنبا دانيال. مبارك الآتي باسم الرب. شكرًا لله الذي أرسلك إلينا الليلة.

اولاجي: يا (يبكي فيما تتسابق الراهبات تاخذ البركة منه) .

الام: من فضلك يا ابي تعال لتصل لنا تسبحة الشكر والتمجيد في الكنيسة،

اولاجي: يا بناتي. لتصلين من أجلي. إني بالحق خاطئ… اذهبوا ومجدوا الرب. اتركوني وحدي لأبكي على خطاياي.

مشهد 6:

(يغادر الدير ويغلق باب الدير)

(يلتقي اللصوص زميلهم)

لص1: لماذا لم تفتح لنا باب الدير كما اتفقنا. لقد لبثنا في انتظار تلك اللحظة ولم ننم طوال الليل.

اولاجي: (يبكي)..

لص1: لماذا لا ترد علينا.

اولاجي: اتركوني.

لص1: لنا نتركك حتى تخبرنا لماذا لم تنفذ ما اتفقنا عليه؟

اولاجي رايت في الداخل راهبات يعشن حياة القداسة. انهن يحيين حياة الملائكة على الارض. حقا انهن بشر سمائيين اولاجي ملائكة ارضيين. اتظنون حياتنا هذه حياة؟

وماذا بها؟ نحن نتمتع بكل متع العالم. ناكل افضل الاطعمة. نعمل ما يحلو لنا. ولا يمنعنا احد.

اولاجي : اننا اموات. واذا لم نتب عن خطايانا سوف نهلك الهلاك الابدي.

لص2: انت تغيرت كثيرا. انت لست ابدا اولاجي الذي نعرفه.

اولاجي : نعم. اولاجي الذي تعرفونه قد مات، وانا الان شخص جديد.

 

 

 

أضف تعليق