مشهد 18
الراوي: ايهاب يفتح الحاسب ليجد امامه الفصول الاولى من رواية كان يقوم بترجمتها عنوانها “ليست وصيتي“. كما تذكر انه يجب انهاء قراءة كتاب “عن الثالوث“ القديس هيلاري . وعليه ان يعمل تلخيص له. كان قد خطط تحت بعض الاقوال الهامة. ولذلك بدأ في تجميعها تمهيدا لاعداد مقالته عن الثالوث.
(ايهاب يكتب على حاسوبه الخاص):
“وهب الله لنا هذه الحياة بامكانيات هائلة للتقدم نحو الخلود.. الحياة الحقيقية تعني العمل الصحيح والفكر الصحيح.. لا يمكن لاحد ان يصدق ان الله صانع الخيرات اعطانا الحياة لتنتهي بالموت، او لتظلم بالخوف الكئيب من الموت..”اكون الذي اكون“- هذه العبارة عبرت بافضل ما يمكن ان يستوعبه الفهم البشري فلا توجد صفة مميزة لله يمكن ان يدركها العقل اكثر من الوجود، لان الوجود بالمعنى المطلق، لا يمكن ان ينسب الى من سوف ينتهي، او من كانت له بداية. ان روحي لتتأمل في اعمال الله العظيمة التي هي على قياس قدرته الازلية، تتأملها ليس بقدرتها الخاصة على الفهم، لكن بالايمان. لان القدرة على الفهم تاتي مع الرغبة في الايمان.
الموت عن خطايانا هو ميلاد جديد للخلود.. مثلما تنازل ابن الله عن كونه غير قابل للموت لكي يموت لاجلنا، هكذا يجب ان نقوم من الموت للخلود معه. فهو بكونه غير المائت والذي لا يمكن ان يغلبه الموت، كان يجب ان يموت كي يمكن للمائتين ان يرثوا الحياة الابدية. باعادة خلقتنا فيه رفعت العقوبة التي فرضها الناموس علينا قبلا“.
الراوي: الان ننتقل الى دحض وتفنيد اراء المبتدعين:
“انه في كل جيل يقوم من ينشرون افكارا ضد الايمان الارثوذكسي السليم. يجزمون انه كان هناك امتداد من الله للانسان وليس نزولا لله الى عالمنا وتجسده، اذ قد مدد الاب نفسه الى العذراء وهو نفسه مولود كابنه. ينكرون انه ولد منه ويعلنون انه خلق فحسب. انهم يستخدمون وحدانية الله كذريعة لانكارهم ان الله قد ولد المسيح. لان ميلاد الله كما يزعمون يفسح المجال للمؤمنين للايمان بوجود عدد من الالهة وليس اله واحد. ونحن لا يمكننا ان نقبل ان يكون المسيح الها بالمعنى الناقص. يجب علي كل ساع للحقيقة ان يزيل اولا حواجز نصف المعرفة برغبة مخلصة للتعلم. وبما اننا سوف نتحدث عن امور الله، فدعونا نعرف ان الله لديه المعرفة الكاملة عن نفسه، وننحني بمهابة خاضعة لكلماته. فان من يمكننا ان نعرفه فقط من خلال كلامه الخاص هو الشاهد المناسب عن نفسه. وان كنا قد استعنا بتبسيط حقائق اللاهوت بامثلة من الطبيعة والحياة الا انه لا يجب ان يفترض احد ان مثل هذه المقارنات مضبوطة وكاملة. فهي امثلة مع الفارق في التشبيه. ومع ذلك فان ضعف فهمنا يدفعنا للبحث عن صور ايضاحية من عالم اقل لاجل شرح قصدنا بخصوص هذه الامور التي تسمو عن عقولنا. بما انه لا يمكن لاحد ان يدرج جرفا الا اذا كانت هناك سلاسل صخرية ناتئة لمساعدة تقدمه للذروة فقد وضعت هنا في مقالي الحدود الاساسية لصعودنا بالترتيب. لشرح سر الميلاد الالهي. ولاقدم تفسيرا للايات العسيرة الفهم، مثل “انا في الاب والاب فيّ“.. ولا يمكنني ان اصمت على كذب وشر المعلمين الكذبة الذين “باقوالهم الخبيثة يخدعون قلوب السلماء” وهم كما قال عنهم المسيح “ياتونكم في ثياب حملان وهم ذئاب خاطفة“. لذلك ايها الاحباء يجب ان تعلموا ان الخلاص الحقيقي للانسان ليس هو ما ينقذه من الخطية ونتائجها حينما يفسد بل ما يرفعه الى حياة عدم الفساد. ان موت المسيح هو الفعل الذي يمكننا من خلاله الانتفاع بالتجسد. التجسد هو ما نخلص به لاتحادنا بالله. وان قوانين الايمان التي نصت عليها المجامع المقدسة ليست بيانا جافا عن الحقائق التي لا تمس حياتنا، الحقائق التي تحويها هي الاعلان عن الله نفسه لنا. الايمان السليم يدعم التقوى اي السلوك الحسن من خلال المعرفة التي ليست وسيلة للحياة بل الحياة ذاتها. هذه هي الحياة الابدية ان نعرف الله“.
ثم انتقل الى الحديث:
“الشهداء اعتقدوا انهم ينتقلون الى الحياة اكثر من كونهم يقاسون الموت. يجب ان نؤمن انه كما ان المسيح اباد الموت بالموت، وبوسائل بشرية ابطل كل ما للانسان من ضعفات هكذا ايضا بهذا الذي يدعى خوفا نزع خوفنا واعطى الناس الا يعودوا يخافون الموت فيما بعد.
هناك تمايز بين القلق والعقل المستريح، بين التهور والصلاة من اجل التاني، بين كلمات الكرب وكلمات التشجيع، بين الياس في النفس والتضرع الواثق لاجل الاخرين.
الطالب يتلقى الدروس السهلة ثم يمكنه ان يصل الى برهان في مسائل اصعب. الجندي حينما يتقن تدريباته يمكنه ان يخرج الى المعركة. المحامي حينما يتمكن من دراساته القانون يمكنه من المرافعة في المحاكم. البحار الذي قد تعلم الابحار بسفينته داخل ميناء يمكن ائتمانه وسط عواصف البحر المفتوح والاجواء المختلفة.
ان عقل الناس ضعيف في فهم فكرة الميلاد الازلي بالعقل المجرد لكنهم يصلون بدراسة الاشياء الالهية لفهم اسرار تفوق مجال الفكر المعتاد.
وركع ليصلي:
“ايها الرب الهي فلتملأ نسمة روحك اشرعة الايمان والاعتراف الذي اقر به الان. عقولنا مولودة برؤية كليلة ومغلقة وفكرنا الضعيف يصعب ان يتخطى جواجز الجهل ليصل لادراك الامور اللاهوتية. لكن دراسة كلامك الالهي ترفع نفوسنا الى ادراك الحق المقدس.
ايها الاله الحقيقي امنحنا دقة اللغة وسلامة الجدال وتوافق الاسلوب والاخلاص للحق. اعني لكي اشهد لاولئك الذين خدعهم ابليس فحادوا عن الايمان المستقيم. حتى انهم ينكرون ميلادك الازلي ويصورونك على انك ليس الها اولا ثم انسان ، بل انسان اولا ثم اله.
كلماتي المجردة يجب ان تكون اعترافا ليس انني ضعيف النطق بل انني ابكم. ومع ذلك فهناك رغبة تجبرني على القيام بمهمة الرد على تجديفهم. لارشاد التائه وتحذير الجاهل ومقاومة المغرور. اللغة منهكة من كبر حجم الموضوع ، ان روعة سطوع الحق تعمي العين المحدقة. اللغة اضعف ان تخبرنا بما هو الله، والكلمات لا يمكنها ان تعبر عن الحقيقة. لقد استبدلنا اخطار ساحل بلا ميناء بعواصف اعالي البحر. لا يمكننا ان نتقدم بامان ولا ان نتراجع بامان. وبطبيعة الاشياء لا يمكن للجزء ان يقتني الكل. الرسول يشهد فيه يحل كل ملء اللاهوت. انت لديك قدرات لم تدركها بعد بشكل كامل وبسبب الجهل تحاول ادراك اسرار الله. اخترق السر، اقتحم الظلام الذي يحجب الميلاد. ابدا استمر ثابر انا اعرف انك لن تصل للهدف لكني سوف افرح لتقدمك. فان الذي يطأ الطريق الذي بلا نهاية بخشوع، رغم انه لا يصل الى اة نتيجة، الا انهى سوف يستفيد من جهوده.
انني ارتعش اتردد قواي تسقط ولا اعلم من اين ابدأ . لا يمكنني ان اخبر بموعد ولادة الابن. ان عدم التيقن من الحقيقة هو عدم تقوى. لمن ساتضرع؟ ممن اطلب المساعدة؟ من اية كتب استعير المصطلحات المطلوبة.. لقد قرات اين الحكيم اين مباحث هذا الدهر؟
هل انا ربما امركم باغماض اعينكم عن الهراطقة على اساس ان مهابة من نبشر به ظاهرة بشكل كاف. الكلمات في فم المتكلم لا تكون فقط غير موجودة حتى تقال وتموت في اللحظة التي تنطق فيها؟ الكلمة واقع وليس صوتا. كيان وليس كلاما. اله وليس خيالا.
بعض الادوية مركبة هكذا ليكون لها قيمة ليس فقط ضد بعض الامراض المفردة بل ضد الكل. انها ليست علاجا لعلة مخصوصة بل لكل مرض. الجرثوم لا يمكن ان يسود عليها. هكذا هي كلمة الله. هي دواء لكل العلل البشرية. وهي خارقة الى مفرق النفس والجسد والروح في الانسان. بل ان لها القدرة على تمييز افكار القلب ونياته“.
مشهد 19:
جرجس: ما اخبار المسرحية القبطية التي وعدت ان تساعدنا في طبعها؟
ايهاب: “نعم، انا على استعداد لطباعتها. احضرها وسوف اسعى في الموضوع.
الملاك: هل لا تذكر انك وعدت بذلك ولم تنفذ وعدك. كان عليك ان تقدم لهم من مالك مائتين جنيه وتعطيها لهم لطباعتها.
ايهاب: اخطأت يا سيدي الملاك.
مشهد 20:
ابونا: يمكن لهذه المسرحية ان تخرج في شكل مسرحية.
ايهاب: “انا بالفعل كتبت مسرحية تحمل نفس العنوان واعطتها لاب اعترافي السابق. ولكنها كانت قصيرة“. اذن كان عليك ان تفي بما وعدته اب اعترافك به.
مشهد 21
الملاك: وهل لا تذكر ان ام بطرس طلبت من والدتك مساعدة مالية،
ايهاب: لكنها تعرف انهم يمتلكون البناية السكنية التي يقطنون فيها. كما انني رايته في احد المرات وهم ياكل فراخ. اقصد اطعمة فاخرة. انهم ميسوري الحال. فقلت لها تذهب الى الجمعية وهم يعملون بحث حالة ويعطون من يستحق المساعدة.
الملاك: هذا الامر كان يمكن ان تتفاعل معه بان تذهب الى وليم لتزوره كما كان يفعل قديما، او ان يدعو ابونا ليناوله. او ان يحضر اليه اجهزة الحاسب المعطلة في مكتبة الكنيسة. فهو في احد المرات سالك ان كان لديك قطع غيار حاسب تالفة. وهو لديه الامكانية لاستخراج الذهب منها بكميات قليلة جدا ولكنها ستكون لها عائد بالنسبة له.
ايهاب: اخطأت يا سيدي الملاك.
الملاك: وهل لا تذكر ان الفقراء وهم يخرجون من الجمعية كانوا يطلبون منك مساعدة مالية قبل العيد.
ايهاب: لكني لن استطيع ان اعطيهم كلهم. عددهم كبير وامكاناتي محدودة.
الملاك: ولكنك نسيت انك تبرعت للجمعية قبل بضعة اعوام بمبلغ كبير من المال. ولكنه لم تكرر هذا الامر. وان الاسبوع الذي وعظ فيه. قال له المشرف. اصرفهم ليس هناك توزيع هدايا العيد، فالعظة كانت غير مناسبة لحدث العيد وادركت ذلك واضعت دقيقة قبل ان تصحح خطأك. هل نسيت ان كل ثانية تحسلب. هذه المقولة التي سمعتها من صديقك باستراليا وقلتها لاولادك في مدارس الاحد. Every second coun.
ايهاب: هل الناس يحضرون لغرض مادي ام لاستماع كلمات الرب؟
الملاك: لكنك نسيت ان تذكر ان الله يعطينا الاحتياجات المادية والروحية.. والسيد المسيح اشبع الجموع تعليما وطعاما ايضا. وتذكر قول احد الاباء “ان كنت تنظر الى من تعطيه ان كان يستحق ام لا فمنزلتك قاض وليس عابد“. وقول البابا كيرلس السادس “ان اعطينا عشرة اعانة وواح فقط كان مستحقا فهذا يكفي“.
ايهاب: لكن بعضهم بالفعل غير مستحق. ويجب ان اكون امين على كل قرش ربنا اعطاه لي. والمشرف قال انه وهو يعمل بحث حالات اكتشف ان هناك من ياخذون اعانات وهم اغنياء.
الملاك: هذا معناه انهم يحذفون من لا يستحق. ويوفرون عليك. قولك. امين في كل قرش.
مشهد 22:
(ايهاب يقرأ) “اسال اباك فيخبرك وشيوخك فيقولوا لك” فسال نفسه هل هو يسير بارشاد؟
ابونا: ادرس الموضوع وقرر انت. “لا يعرف الانسان الا روح الانسان الذي فيه” الم تسمع هذه الاية من قبل؟
ايهاب: نعم سمعتها في ارشد احد الابتء الرهبان..
(يقرأ): كما يحرك الطائر عشه (لتسقط الفراخ الصغيرة) وعلى فراشه يرف ويبسط جناحيه وياخذها ويحملها على مناكبه” صورة جميلة لنسر يعلم فراخه الطيران. هكذا بتعريضنا للاخطار نتعلم الطيران.
(يستمر في القراءة): “من جفنة سدوم جفنتهم ومن كروم عمورة. عنبهم عنب سم ولهم عناقيد مرارة. خمرهم حمة الثعابين وسم الاصلال القاتل” مع ان الخمر رمز الفرح والخير “خمر يفرح قلب الانسان لالماع وجهه اكثر من الزيت“.
(يتأمل) لماذا تحول رمز البركة الى لعنة لا لم يتحول. انما هناك نوعين من الفرح. الفرح الحقيقي للابرار والفرح الزائف للاشرار. وتذكر ان ذلك ينطبق على العطاء. ففي البداية كان لا يضع الا في الصندوق او بايصال كنوع من النظام. اما الان فكلما يسلم على احد الاباء يريد ان يدس في يده ورقة مالية. بل انه في اخر مرة فكر ايضا ان يعطي مرتل الكنيسة وصديقه جرجس لطباعة الكتاب.
(يكتب) “العطاء القاتل” يحكي عن شخص كان مسئولا عن الفنار قدم الزيت الى ركاب سفينة غرقت سفينتهم وكانت النتيجة انه لم يجد زيت كاف لاضاءة الفنار وتعريض سفن اخرى لخطر الغرق. اذا العطاء يجب ان يكون بحكمة. ان فضلة التمييز هي اعظم الفضائل في نظر الانبا انطونيوس اب الرهبنة. وتذكر قول الرسول “ليس لكي يكون للاخرين راحة ولكم ضيق بل بحسب المساواة. لكي تكون فضالتهم لاعوازهم، كي تصير فضالتهم لاعوازكم، كي تحدث المساواة“(1كو8: 13). وعاد ليقرا العدد السابق “النشاط (العطاء) مقبول على حسب ما للانسان وليس حسب ما ليس له“. وهو كان يود ان يقترض من اخيه وصديقه مالا لكي يعطي الكنيسة او يعمل مشروعا.
هذا هو موضوع كلمتي الاسبوع القادم في الخدمة.
مخدوم: يا استاذ ما معنى قول الكتاب ان يوحنا المعمدان “يرد قلوب الاباء الى الابناء” اجابت لان الابناء متمردين. وتذكر انه لا يطيعها. بينما يرى ان الابناء هم المستقبل وهم القوة.
معنى ان الزواج والانجاب لكي يلد انسانا جديدا الى العالم. “فخر الشيوخ شيبتهم وفخر البنين قوتهم“. ما معنى الاية اذا؟
مشهد 23:
مخدوم: انا حياتي كلها مشاكل. اريد ان اموت.
ايهاب: لا تقل هذا. الرب قال “انا اميت واحي“(تث32: 39) وهل لا تذكر تلك العبارة التي
الملاك: العلك نسيت كلام الله وهو من يقول انه خادم الانجيل؟ ربما.
ايهاب: عليّ الان ان انهي روايتي الان فهذا هو الوقت المناسب والا اصبحت سيئة. وعليه ان يبدأ في كتابة المسرحية سريعا. واحتار عن ماذا يكتب.